تونس 11 فيفري 2011 (وات) - توفي مساء الخميس 10 فيفرى بتونس العاصمة الفنان التشكيلي المعروف محمد مطيمط عن سن تناهز 72 عاما وسيوارى الثرى الجمعة بمسقط رأسه بجرجيس. ولد محمد مطيمط بجرجيس في الجنوب الشرقي التونسي سنة 1939 وتخرج من مدرسة الفنون الجميلة بتونس في بداية الستينات من القرن العشرين وتتميز مدونته التشكيلية بالتنوع والثراء حيث كان يرسم الشخوص بطريقة رائعة. كما مارس الرسم المائي والزيتي والتلوين الحائطي والنسيج الفني. انخرط لمدة وجيزة في مدرسة تونس عام 1964 قبل أن يتحول إلى فرنسا لصقل مواهبه وتعميق تقنياته في مجال النسيج الفني. ولدى عودته إلى تونس فضل الذهاب إلى قفصة حيث بعث مشروعا يتمثل في إقامة " منسج" شاركت فيه عديد الحرفيات اشتغل معهن على الصوف ماديا وفنيا. بعد ذلك عاد إلى تونس العاصمة ومارس مهنة التعليم في معهد العمران وفي سنة 1969 كان مطيمط من ضمن الأعضاء المِؤسسين لاتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين، كما كان عضوا مؤسسا ل"جماعة 70" إلى جانب الرسامين عبد المجيد البكري والصادق قمش.
وبعد محاولة قصيرة لتدريس النسيج الفني بمدرسة الفنون الجميلة بتونس تحت إشراف صفية فرحات آنذاك، انسحب للتفرغ للفن وإقامة المعارض داخل الجمهورية وخارجها وعاد إلى التعليم مرة أخرى في أواسط السبعينات حيث أشرف على نوادي الرسم بمعهدي قرطاج الرئاسة وحنبعل. وعقب تقاعده أسس محمد مطيمط مرسما بتونس العاصمة لتدريس مختلف تقنيات الفن التشكيلي لفائدة مختلف الشرائح العمرية من أطفال وشبان وكهول مع إقامة معرض لأعمالهم في شهر جوان من كل عام بفضاء التياترو. كما أسس مطيمط مهرجانا جهويا للفن التشكيلي بجرجيس يقام عادة في فصل الصيف.
أعمال محمد مطيمط الفنية تكشف عن تعلقه بالتراث البدوي الجنوبي وبمحيطه المتوسطي من خلال إبراز خصوصيات الحرف والمشاهد الطبيعية لمنطقة الجنوب الشرقي التونسي. كما كان بارعا في التلوين الحائطي ومنها أعماله التي تزين الجدران الداخلية لمقر الشركة التونسية للملاحة بنهج يوغسلافيا بالعاصمة ومشاركته في تلوين الرسوم الحائطية التي وضعها الفنان زبير التركي في واجهة مقر الإذاعة والتلفزة التونسية بشارع الحرية بل، إن محمد مطيمط هو الذي تولى ترميم هذه الحائطية بالاتفاق مع زبير التركي قبيل وفاته وذلك بعد مرور حوالي نصف قرن على إنشائها.