تونس 5 أوت 2009 (وات) مائة عازف كمنجة من المجر أخذوا معهم مساء الثلاثاء جمهور الدورة 45 لمهرجان قرطاج الدولي في رحلة الى عالم موسيقى الغجر عالم تسحر أوتاره الأسماع وتروى نغماته ملحمة ملوك الفن والموسيقى في المجر باقة من الايادى تحركت بتناغم دقيق لتعزف لغة موسيقية موحدة ومتواصلة فكانت فترات العزف متناسقة في الزمن والأداء لتنسج نغمات تهدأ حينا لتحاكي الآلام وتثور احيانا لتبعث الحماس والنشوة بإيقاع صاخب يدعو الى التفاؤل والى حب الحياة. هذه الالات والتنويعات الموسيقية التي تميز الزارداس انتجت طاقة فنية فريدة من نوعها حركت الجمهور الحاضر جسدا ووجدانا فرقص على ايقاع الفيولنسال والكنتروباص والالتو والسمباليم. اركسترا فريد في تركيبته وفريد ايضا في تعاطيه مع الجمهور وادارته للعرض حيث يتداول الموسيقيون على دور المايسترو ويحظى بذلك كل عازف بشرف القيادة وهو يطوع آلته الموسيقية ليقدم قطعة يبرز عزفه من خلالها ثم يقف ليحيي المتفرجين على الطريقة الغجرية العرض كان فرجويا يجمع بين الرقص والغناء والعزف. فقد ملا الموسيقيون الغجر والراقصون بلباسهم التقليدى المتميز الركح حركة من دون ان تشعر بان هناك كوريغرافيا او سينوغرافيا او غيرها من التقنيات الفنية للعروض المشابهة ولكنك في نفس الوقت تشعر بالانسجام بين اعضاء الفرقة وهذا الانسجام يعد من خصوصيات العروض الغجرية التي لا تعلم في المدارس ولكن تتوارثها الاجيال. وفي النصف الثاني من السهرة تغير النسق الموسيقي للعرض بتخصيصه للموسيقى العالمية ولا سيما الكلاسيكية منهافبرزت حرفية الاركسترا وهو يعزف أغاني خالدة شرقية وغربية مثل امل حياتي لكوكب الشرق ام كلثوم و عزيزى احبك لداليدا و الحياة الوردية لاديث بياف. الاركستر السمفوني لغجر بودابست تكون سنة 1985 وقدم بنجاح على امتداد ربع قرن 200 عرض جابت دول العالم انضاف اليها عرض قرطاج الذي عزز نجاحات الاركسترا من ناحية واكد من ناحية اخرى ان هذا المهرجان العريق يعد فضاء ثقافيا منفتحا على كل موسيقات العالم.