تونس 25 فيفري 2011 (وات) - عروض سينمائية وموائد مستديرة وحلقات نقاش ستشهدها الدورة التاسعة لمهرجان الفيلم والمنتدى الدولي حول حقوق الإنسان من 4 إلى 13 مارس 2011 بدار الفنون بقروتلي بجنيف تحت شعار "شاهدوا وصوروا وغيروا" . ومتابعة للأحداث الأخيرة التي تعيشها الشعوب العربية والتي صنعت الربيع العربي خصص القائمون على المهرجان جانبا كبيرا من هذه الدورة للتطرق إلى الثورات الشعبية التي وصفها في كلمة على موقع المهرجان الالكتروني لييو كانمان منسق المهرجان بالنموذجية لتمكنها من القضاء على انتهاك حقوق الإنسان مشيرا إلى صمود الشعبين التونسي والمصري إلى حد الإطاحة بنظامين دكتاتوريين كان من الصعب التنبؤ بإزالتهما منوها بتمسك الشعبين بالحرية ومطالبتهما باحترام حقوق الإنسان. وفي هذا السياق اختار المشرفون على المهرجان من بين 13 عمل مشارك في المسابقة الرسمية ضمن قسم التغطيات الكبرى شريطا وثائقيا مدته 30 دقيقة للمخرج الفرنسي جيل جاكيي يبرز الأحداث الساخنة التي عاشها الشارع التونسي والتي وثق لها الشباب بالهواتف المحمولة ونشرها على شبكة الانترنات وفي المواقع الاجتماعية ليساهم في اقل من شهر في الإطاحة بنظام دكتاتوري فاسد دام 23 سنة. وكان هذا الشريط نتاج عمل قام به فريق من المراسلين لمدة أسبوع ورصد خلاله المظاهرات العارمة التي اجتاحت تونس والتي عبر فيها التونسيون عن غضبهم كما صور فرحتهم بإعلان هروب الطاغية بن علي وأملهم في تحقيق حلم الربيع العربي. ويسعى هذا الشريط/الريبورتاج الذي سيعرض يوم 6 مارس في قاعة الحمراء بجنيف للحصول على الجائزة الكبرى للمنظمة العالمية ضد التعذيب التي تمنح لأفضل تغطية تسلط الأضواء على أوضاع جد مؤلمة مع إبراز ضرورة الكفاح لضمان حقوق الإنسان. وسيتم اثر العرض تنظيم نقاش حول محور الربيع العربي وبعد يديره فرنسوا سارجون مدير عام تحرير جريدة ليبيراسيون بمشاركة صوفي بسيس المؤرخة والكاتبة العامة المساعدة للرابطة الدولية لحقوق الإنسان وعضو لجنة تحكيم المهرجان وصفوة بوعزيزي مناضلة تونسية وكريستوف عياد صحفي بجريدة ليبيراسيون وسيهتم النقاش بالثورة الشعبية في كل من تونس ومصر. وسيتميز افتتاح المهرجان بعرض فيلم اكورديون وهو آخر فيلم قصير للمخرج الإيراني جعفر باناهي الذي منع من ممارسة الإخراج السينمائي لمدة 20 سنة وفرض عليه عدم مغادرة البلاد وسيكون عرض الفيلم مشفوعا بنقاش حول موضوع التضامن مع الشعوب التونسية والمصرية والإيرانية بمشاركة السيدة سهير بلحسن رئيسة الرابطة الدولية لحقوق الإنسان. واختار هذا المهرجان الذي نشأ سنة 2003 عشرة أعمال للتنافس في المسابقة الرسمية الثانية في صنف وثائقيات الإبداع . وقد أعد المهرجان في هذه الدورة التي تدعم القوى الحرة وكل من يناضل في سبيل كرامته قسما سينمائيا جديدا بعنوان الرواية وحقوق الإنسان مع انتقاء خمسة أعمال لم يسبق نشرها و تحمل تفاعلات ومواقف حول النضال من أجل الكرامة الإنسانية ومن بين هذه الأفلام الفيلم المصري 678 للمخرج محمد دياب الذي يبرز إسهام النساء في الثورة. وتضم لجنة تحكيم المهرجان التي يترأسها الكاتب والسياسي الاسباني جورج سامبران السينمائي التركي حسين كارابي الذي يعد من ابرز عناصر السينما التركية الجديدة والمستقلة إلى جانب صوفي بسيس ( تونس) والممثلة والمخرجة الفرنسية زابو برايتمان والسينمائي الإيراني جعفر باناهي (إذا تمكن من الخروج من بلده) وهو احد المخرجين المؤثرين في الموجة السينمائية الإيرانية الجديدة وسيتم بالمناسبة تكريمه إلى جانب هيثم المالح المحامي السوري المعتقل بسبب نضاله من اجل الديمقراطية .