تونس 1 مارس 2011 (وات) - تعد رقمنة الرصيد الثقافي الوطني من مخزون الكتب والمخطوطات والوثائق المتحفية مشروعا استراتيجيا يجمع بين البعدين الاقتصادي والمعرفي، ومن هذا المنطلق تنكب وزارة الثقافة بالتنسيق مع وزارة التكوين المهني والتشغيل في الحكومة المؤقتة على تنفيذ مشروع "الرائد" المتمثل في حفظ المخزون الثقافي في برمجيات معلوماتية ذات صبغة تفاعلية عليا تتميز بسرعة البحث وجمالية عرض محتويات هذا المخزون. ولتسليط الضوء على هذا المشروع انعقدت اليوم بمقر وزارة الثقافة بالقصبة ندوة صحفية أوضح خلالها السيد عز الدين باش شاوش وزير الثقافة والسيد سعيد العايدي وزير التكوين المهني والتشغيل في الحكومة المؤقتةالإستراتيجية المعتمدة لتسيير هذا المشروع مؤكدين في هذا الصدد انه قادر على توفير 3000 موطن شغل لحاملي الشهادات العليا من كامل تراب الجمهورية وذلك خلال الثلاث السنوات القادمة. وفي هذا السياق أفاد السيد عز الدين باش شاوش "أن بعث هذا المشروع يبرهن على أن الحكومة الحالية وان كانت مؤقتة وانتقالية فهي لا تكتفي بتصريف الأعمال الإدارية فحسب وإنما هي بصدد مواجهة الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد بكل مسؤولية وتعمل جاهدة على دعم الانتقال الديمقراطي والوصول بالشعب التونسي إلى بر الأمان". ومن جهته أبرز السيد سعيد العايدي أن هذا المشروع سييسر للباحثين والطلبة النفاذ إلى المعلومة وذلك في جميع جهات البلاد وخارج الوطن فضلا عن استقطابه لأصحاب الشهادات العليا في اختصاصات تلاقي صعوبات في الاندماج في الحياة المهنية على غرار الرقمنة والتوثيق والاختصاص اللغوي في العربية والفلسفة. ويهدف هذا المشروع إلى الارتباط بأضخم المكتبات الرقمية مثل "غوغل" والمكتبة الأوروبية من خلال العمل على رقمنة حوالي 200 ألف كتاب إضافة إلى دوريات ومخطوطات، ويدفع هذا المشروع إلى الاستثمار لأول مرة في أجهزة ماسحة للكتب من أحدث التجهيزات والتي يمكن استغلالها في رقمنة جل أنواع الوثائق دون إلحاق أي ضرر أو المس بالوثيقة الأصلية خاصة في ما يتعلق بالكتب القديمة والمخطوطات. كما سيتم تكوين كل الكفاءات وتدريبها على التمكن من تقنيات تحويل المحتويات سواء كانت عربية أو لاتينية لكي تصبح "صناعة معرفية" رفيعة المستوى تندرج في إطار الاقتصاد الرقمي، وستكون الأولوية في توزيع مواطن الشغل لمناطق سيدي بوزيد والقصرين وقفصة. وفي جانب آخر أكد وزير الثقافة انه سيتم تشكيل لجان ثقافية في اقرب الآجال وذلك وفق مقاييس محددة تستجيب للكفاءة والقدرة على الإبداع ملاحظا أن تشكيل هذه اللجان سيتم بعد عقد سلسلة من المنابر الثقافية تجمع مختلف الحساسيات من كتاب ومسرحيين وباحثين وإعلاميين مضيفا أن عملية دعم اللجان ستكون واضحة وفق جدول أعمال كل لجنة بمنأى عن المحسوبية والمحاباة.