راس جدير 17 مارس 2011 (وات - ضحى طليق) - دعت مختلف الاطراف المتدخلة في مخيمات اللاجئين براس جدير على الحدود التونسية الليبية المجموعة الدولية الى بذل جهود اكبر للاسراع بترحيل اللاجئين الى بلدانهم. وشددت مختلف الاطراف خلال جلسة تقييمية عقدت مساء الاربعاء بمخيم الشوشة لبحث الصعوبات التي مازالت تعيق تقديم المساعدات الانسانية للوافدين على ضرورة ان تسارع المجموعة الدولية وخاصة الاتحاد الاوروبي الى توفير الاعتمادات اللازمة لتامين جسور جوية وبواخر لايصال اللاجئين الى بلدانهم حتى لا تتحول تونس من بلد عبور الى بلد اقامة دائمة لهم. كما اكدوا على اهمية التحسب لاستقبال موجات جديدة من الوافدين عبر الحدود في صورة احتداد الازمة في ليبيا. وبحثت الجلسة التي حضرها والي مدنين نبيل الفرجاني، مواضيع اساسية تتصل بالصعوبات التي تواجهها مختلف الاطراف المتدخلة، وفرص العمل الوقتية التي تقدمها بعض المنظمات الدولية والانسانية بالمخيم لشباب الجهة، وتنسيق تقديم المساعدات الانسانية من مواد غذائية واغطية ودواء، فضلا عن احكام ادارة المخيم سيما في ما يتعلق بالجانب الامني وبمتطلبات النظافة والمرافق الصحية الاساسية. ولاحظ والي مدنين توفق تونس رغم مرورها بوضع استثنائي في التحكم في نسق التدفق الهائل لالاف الوافدين عبر الحدود التونسية الليبية الذي انطلق منذ حوالي 20 يوما وذلك بفضل المد التضامني الذي تحلى به الشعب التونسي، واستجابة المنظمات الاممية والدولية لنداءات الاستغاثة وتحركها لمجابهة هذه المشكلة الانسانية. وبين ان هذا النجاح يبقى نسبيا باعتبار ان الازمة في ليبيا تنبئ بالاسوا بما يستدعي من مختلف الاطراف ان تتحسب لاي طارئ. وشدد المنسق العام للاجئين بالجنوب الشرقي العقيد طبيب بيوض على الجانب الوقائي والصحي للاجئين داعيا الى وضع برنامج مكثف لنظافة المخيم والاسراع برفع الفضلات والاوساخ من علب بلاستيكية واغطية وغيرها. ويجدر التذكير في هذا الصدد بان عدد عمال النظافة بالمخيم يبلغ حاليا 65 عاملا من المرجح ان يصل الى 150 ومن جهته حذر المدير الجهوي للحماية المدنية مالك بن ميهوب من تحول المخيمات براس جدير الى مخيمات للاجئين وليس للعابرين، رغم التراجع الواضح في عدد الوافدين مقارنة بعدد من تم ترحيلهم الى بلدانهم، مضيفا قوله "ان مطلبنا الوحيد يبقى توفير المزيد من الطائرات". وبخصوص الاحاطة الصحية والطبية بالمخيمات قال ممثل منظمة الصحة العالمية في تونس انه لم يتم تسجيل اي حالة وبائية، كما انه تم تلقيح الاطفال والامهات الحوامل ضد الامراض المتعارف عليها دوليا كالشلل والكزاز، مبديا خشيته في المقابل من ارتفاع درجات الحرارة وما يرافقه من انتشار للحشرات السامة وخاصة "العقارب" وهو ما يستدعي المزيد من عمليات الحماية والوقاية للمخيم. واجمع المتدخلون في الجلسة على ان كميات المواد الغذائية والادوية والاغطية المتوفرة والتي تم الاتفاق على ان تتولى الهيئة المحلية للاغاثة ببنقردان تاطير عملية توزيعها تفوق الحاجيات الحالية بكثير، ليتحول تركيز الاهتمام الان الى بحث كيفية ادارة المخيمات الثلاثة وتوفير الجانب الامني ومتطلبات النظافة والصحة من دورات مياه وادواش. ويجرى الان اعادة تنظيم المخيم من خلال اقامة فضاءات اكبر لتقديم الوجبات الغذائية وتوفير خيام اوسع لايواء العائلات وذلك تحسبا لاستقبال فارين من المعارك في ليبيا او جرحى بما يتطلب شكلا مختلفا من عمليات التدخل والاغاثة. وتتدخل في المخيم عديد الاطراف في مقدمتها الجيش الوطني والحماية المدنية ومفوضية الاممالمتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة والصليب والهلال الاحمر ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمي، واليونيسيف فضلا عن منظمات وجمعيات وطنية ولجان محلية ومتطوعون من شباب الجهة.