الكاف 28 مارس 2011 (وات) - تزخر ولاية الكاف بموروث حضاري عريق ومخزون ثقافي وطبيعي غاية في التنوع والثراء يحكي بمعالمه وشواهده البصمات التي خلفتها الحضارات والثقافات المتعددة التي ازدهرت في ربوع تونس. وتقف المواقع التاريخية والاثرية والمعالم الموزعة على اغلب ارجاء الولاية شاهدا على حضور بشري متميز بداية من عصور ما قبل التاريخ مرورا بالعهود الفينيقية والرومانية والنوميدية والعربية والعثمانية بما يجعلها توفر افاقا رحبة للسياحة الثقافية والبيئية خلال الفترة القادمة. فمثلما تعرف الكاف بخضرة اراضيها وغزارة مياهها وجمال غاباتها الممتدة فإن أهاليها يعرفون بتجذرهم في المشهد الثقافي منذ القدم وحذقهم للفنون والاداب واسهامهم في اثراء الذاكرة الوطنية بانتاج فني وفير وأعلام ومبدعين مبرزين. وتعد كل هذه المميزات والامكانيات دعامات قوية وفرصا واعدة تستدعي تطوير المجال السياحي بهدف تنويع القاعدة الاقتصادية وخلق فرص جديدة للشغل. فالى جانب المعالم الاثرية كالقصبة الحسينية التي تمت اعادة تهيئتها ومتحف العادات والتقاليد الشعبية والمدارس القرانية والاثار الرومانية والبونيقية فان الجهة تعرف بمائدة يوغرطة الشهيرة التي ترتفع على علو 1271 مترا عن سطح البحر وجبال ورغي ومحمية صدين ومعبد المياه الرومانية بحمام ملاق الذي تم بالقرب منه اكتشاف احد المواقع الجيولوجية. وتشكل كل هذه العناصر ارضية ملائمة لتطوير القطاع السياحي خاصة وان الجهة عرفت انجاز بعض الوحدات الفندقية الصغيرة منذ سنوات الى جانب إقامة فاخرة بمنطقة السمانة قرب الكاف في حين تقدم عدد من الباعثين بمطالب لاحداث وحدات فندقية جديدة ومحطة استشفائية بمنطقة حمام ملاق بما يفتح افاقا جديدة لهذا القطاع الذي يعول عليه لدفع الحركة الاقتصادية في الجهة.