تونس 2 افريل 2011 (وات) - ضرب احباء منتزه البلفيدير بعد ظهر السبت، موعدا في مسيرة سلمية معلنين فيها رفضهم تفتيت اراضي هذا المنتزه معتبرين هذه الاعتداءات "قضية راي عام". ولم يكن منتزه البلفدير بمناى عن عمليات فساد انطلقت باهمال فضاءات عدة منه وتفتيت الاراضي التابعة له عن طريق تفويت بلدية تونس في بعض منها لعدد من اصحاب النفوذ في العهد السابق. وافاد السيد رشيد غانم، مستشار ببلدية تونس عن حركة الديمقراطيين الاشتراكيين في تصريح ل(وات) ان هذه الحركة الاحتجاجية السلمية "تتجاوز مسالة طلب ايقاف اشغال البناء لمحاسبة المسؤولين الذين قاموا بالتفويت في هذه المساحات الخضراء باسعار رمزية قلصت من المساحة الجملية لمنتزه البلفدير وفوتت على بلدية تونس موارد مالية هامة كان من شانها ان تدعم العمل البلدي". وقد اغتنم المستفيدون بهذه الرخص نفوذهم في العهد السابق لانجاز بناءات فوق هذه المساحات الخضراء تواصلت بعد ثورة 14 جانفي 2011 مستغلين حالة الفوضى التي تعيشها البلاد. واثارت هذه البناءات حفيظة احباء منتزه البلفدير، لانها تعتبر بمثابة تعدي على حق المجموعة الوطنية في هذا المتنفس الاهم في تونس العاصمة. ولطالما مثل منتزه البلفدير، الذي يمتد على مساحة تفوق 100 هك، القلب الاخضر النابض لمدينة تونس والرئة التي يتنفس بها سكان العاصمة، بما يضمه من مرافق مختلف وخاصة حديقة الحيوانات وفضاءات ترفيه فضلا عن احتوائه للعشرات من فصائل النباتات والاشجار التي تعود اعمارها الى 100 سنة. وضمت المسيرة عددا هاما من نشطاء جمعية احباء البلفيدير ومن المدافعين عن البيئة والرافضين لاقامة بناءات على حساب المساحات الخضراء واقتلاع اشجار يصعب تجديدها ان لم يكن مستحيلا . وقد رفع المتظاهرون شعارات عبرت عن رفضهم "المساس بمنتزه البلفدير على غرار /لا تلمس البلفدير/ و /البلفدير عيني عليه لاولادي نحب نخليه/. واكدت السيدة حسناء الدريدي رئيسة الغرفة الفتية الاقتصادية بالبلفدير ان "اقامة هذه المباني يعتبر تعد صارخ على ارث طبيعي عملت اجيال على المحافظة عليه". وراى رامز، احد المشاركين في المسيرة انه "لا يرى مبررا لمواصلة تنفيذ هذه المباني خاصة وان الرخص التي اسندت تمت في ظروف غامضة". يذكر ان بلدية تونس قد قررت موفى شهر مارس 2011 ايقاف اشغال بناء جارية بمنطقة البلفدير لعدم احترام مقتضيات الامثلة المصادق عليها والمصاحبة لقرار رخصة البناء الممنوحة لصاحبة العقار وفق بلاغ للبلدية المذكورة نشرته (وات) يوم الخميس 30 مارس 2011