تونس 27 أفريل 2011 (وات) - أشارت استخلاصات استطلاع للرأي أعلنت نتائجه يوم الاربعاء بالعاصمة إلى أن اهتمام التونسيين اليوم بالحياة السياسية يعكس تطلعهم إلى مشاركة أفضل في الشأن العام. كما أكدت تلك الاستخلاصات رغبة المجتمع التونسي في مزيد من الشفافية والديمقراطية في ما يتعلق بتصريف شؤون البلاد من خلال اختيارهم بأغلبية ساحقة للنظام البرلماني. وأفادت نتائج هذا الاستطلاع الذي أنجزه معهد البحوث الإحصائية وتحليل المعطيات "استيس" بالتعاون مع مكتب أبحاث التسويق "ميادين" وشمل عينة من 1828 شخصا، أن 62 بالمائة من المستجوبين معرفتهم بالمشهد السياسي ضعيفة في حين أن معرفة 27 بالمائة بهذا المشهد متوسطة. وصرح 36 فاصل 5 بالمائة أنهم لا يعرفون أي حزب في تونس ولو مجرد اسمه، في حين يعرف 30 فاصل 3 من العينة بين حزب وثلاثة أحزاب مقابل 11 فاصل 3 بالمائة يعرفون على الأقل 10 أحزاب. وأتت حركة النهضة في طليعة الأحزاب الأكثر شهرة لدى التونسيين ب(54 بالمائة) تليها حركة التجديد (35 بالمائة) فحركة الديمقراطيين الاشتراكيين (23 بالمائة) ثم الحزب الديمقراطي التقدمي (18 بالمائة) وكذلك حزب الوحدة الشعبية (18 بالمائة) فالتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات (14 بالمائة). وأكدت نسبة 68 فاصل 2 بالمائة من العينة المستجوبة عدم رضاها عن عدد الأحزاب السياسية في تونس اليوم كما أن 64 فاصل 6 بالمائة غير راضين عن نجاعة هذه الأحزاب. وأفادت نتائج الاستطلاع التي تم تبويبها وفق ثلاثة محاور رئيسية هي "الوضع الحالي بالبلاد" و"الثورة وعلاقتها بالصحافة ووسائل الإعلام" و"التوجهات السياسية للتونسيين"، أن نسبة 41 فاصل 4 بالمائة من العينة المستجوبة تعتبر أداء الحكومة المؤقتة متوسطا مقابل 28 فاصل 8 بالمائة تراه "محدودا"، في حين وسمت نسبة 46 فاصل 2 بالمائة من المستجوبين أداء الوزير الأول في الحكومة الانتقالية يتميز ب"نجاعة كبرى". كما أبرز الاستطلاع الذي أنجز خلال الفترة من 4 إلى 11 أفريل الجاري أن 43 فاصل 7 بالمائة من المستجوبين يرون أداء رئيس الجمهورية المؤقت "ضعيفا" مقابل 36 فاصل 2 بالمائة "أداء متوسط" و20 فاصل 1 بالمائة "نجاعة كبرى". على صعيد آخر أفادت نتائج الاستطلاع "باب التوجهات السياسية" أن 56 بالمائة من المستجوبين يميزون بين النظام الرئاسي والنظام الجمهوري مقابل 44 بالمائة لا يعرفون الفرق بينهما. وعبرت نسبة 74 بالمائة من هذه العينة عن تفضيلها للنظام البرلماني مقابل 26 بالمائة للنظام الرئاسي. ويبرز الاستطلاع أن 76 بالمائة من التونسيين كانوا في انقطاع تام عن السياسة قبل الثورة. وقد تغيرت هذه النسبة ليصبح 55 بالمائة منهم مهتمين بالسياسة بعد ثورة 14 جانفي. وفي ما يتعلق بمحور "الثورة وعلاقتها بالصحافة ووسائل الإعلام"، تفيد المعطيات أن 91 فاصل 4 بالمائة من التونسيين أصبحوا يهتمون بالأخبار مقابل 42 فاصل 5 بالمائة فقط قبل الثورة. ويرى 93 بالمائة من المستجوبين من بين قراء الجرائد والمجلات أن هذا السلوك نابع من الظروف التي عاشتها البلاد طيلة الأسابيع الفارطة. وتشير النتائج إلى أن 83 فاصل 2 بالمائة من العينة المستجوبة يرون أن الصحف التونسية كانت فاقدة للمصداقية قبل الثورة واسترجعت بعدها ثقة 41 فاصل 3 بالمائة من القراء وبقي 23 فاصل 3 بالمائة على رأيهم السلبي في الصحافة التونسية. واعتبر 46 فاصل 4 بالمائة من التونسيين أن البرامج الحوارية التلفزية ما تزال بعيدة عن تطلعات المشاهدين، مقابل 29 فاصل 2 بالمائة يرون أنها غير مجدية في الوقت الراهن في حين أن 24 فاصل 4 راضون عن هذه البرامج. من ناحية أخرى أفاد الاستطلاع أن 13 فاصل 7 بالمائة من المستجوبين يرون أن الوضعية الحالية للبلاد لم تشهد أي تغيير. ويعتبر 66 فاصل 1 بالمائة أن تطور الوضع بالبلاد خلال المستقبل القريب غير واضح. ويعتبر 55 فاصل 2 بالمائة من العينة المستجوبة أن تونس اليوم قريبة من المجتمعات الغربية مقابل 44 فاصل 8 يرون أنها قريبة من المجتمع العربي الإسلامي.