تونس 29 أفريل 2011 (وات) - تعيش المنطقة الحدودية بالذهيبة عشية اليوم الجمعة، حالة من الهدوء الحذر، بعد معارك شهدتها المنطقة منذ عصر امس الخميس بين الثوار الليبيين وكتائب القذافي للسيطرة على معبر الذهيبة/وازن الحدودي من الجانب الليبي. وقد اسفرت هذه المعارك عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الشقين المتنازعين إذ تم قبول 19 من المصابين بالمستشفى المحلي بالذهيبة وفقا لما اكده في اتصال هاتفي مع /وات/ الدكتور الشاذلي غانم من قسم المساعدة الطبية الاستعجالية بتونس والذي يباشر حاليا بالمستشفى المحلي بالذهيبة. وافاد المصدر الطبي ان هذه المؤسسة الصحية استقبلت منذ صباح اليوم 22 مصابا من بينهم ثلاثة من اهالي الذهيبة، اثنان منهم اصيبا بشظايا رصاص في حين يعاني الثالث من حالة هستيرية جراء اعمال العنف الدائرة على الجانب الاخر من الحدود. وأشار الى ان اغلب الاصابات من بين 19 مصابا ليبيا سجلت في صفوف الكتائب، اذ لم يصب من الثوار الا ثلاثة في حين تم تسجيل ثلاث اصابات بنوبات هيستيرية في صفوف العسكريين الليبيين تكفل بهم اطباء الجيش التونسي بالمستشفى الميداني بالذهيبة، و13 اصابة اغلبها بالرصاص متفاوتة الخطورة. واوضح المتحدث ان من بين المصابين طفل ليبي في التاسعة من العمر، مقيم بمخيم اللاجئين الواقع على بعد 200 متر خلف المستشفى، اصيب برصاصة في ساقه اثر تعمد سيارة تابعة للكتائب اختراق ساحة المؤسسة الصحية من الباب الخلفي في اتجاه الباب الامامي وسط سماع أصوات اطلاق مكثف للرصاص. كما تحدث الدكتور الشاذلي غانم عن تعمد سيارة عسكرية مجهزة تابعة لقوات القذافي، اختراق الشارع الرئيسي لمدينة الذهيبة بسرعة جنونية مع اطلاق نار مكثف دون ان تحدث اصابات في صفوف المواطنين او اللاجئين. وقد لاحقتها قوات الجيش الوطني لمحاصرتها في حين حاول المواطنون ايقافها والتصدي لها رشقا بالحجارة، ولدى محاولتها الفرار انقلبت المركبة واصيب اثنان من ركابها اصابات خفيفة على مستوى الصدر. وأوضح الدكتور غانم انه تم اليوم نقل 14 مصابا عبر 6 سيارات اسعاف وسط حراسة مشددة من قبل قوات الجيش الوطني باتجاه المستشفى الجهوي بتطاوين. وقد استقبلت هذه المؤسسة الصحية منذ بعد ظهر الخميس نحو 30 مصابا تم الاحتفاظ باكثر من نصفهم بمختلف اقسام المستشفى نظرا لخطورة حالاتهم الصحية. ويشار الى ان يتم توفير حماية خاصة للمصابين من الطرفين. وردا عن سؤال لمراسل /وات/ بتطاوين حول نية تغيير مكان مخيم الهلال الاحمر لدولة الامارات العربية المتحدة بالذهيبة، تفاديا لاعتداءات غير مسؤءولة محتملة على اللاجئين، أكد مسؤول بالمخيم، ان المسالة رهينة موافقة ورغبة اللاجئين الذين خير عدد منهم البقاء قرب الحدود رغم المخاطر التي تتهددهم. وأكد قائد ميداني من الثوار الليبيين في اتصال هاتفي مع /وات/ سيطرة الثوار على معبر الذهيبة/وازن مشيرا الى التفوق الميداني للثوار على كتائب القذافي اذ اجبروا عناصر الكتائب صباح اليوم الجمعة على الفرار الى التراب التونسي، فضلا عن تكبيدهم خسائر بشرية ومادية هامة. وقال إن الفلول المتبقية من هذه الكتائب قد تحصنت بالفرار واحتمت بالمنازل الموجودة بمنطقة الغزايا الليبية. على صعيد آخر عبر احد متساكني الذهيبة عن احتجاج اهالي المنطقة إزاء الأخبار التي تم ترويجها صباح اليوم عن طريق بعض الفضائيات ووسائل الاعلام على غرار الحديث عن اشتباكات بين الامن التونسي وكتائب القذافي في مدينة الذهيبة وعن سقوط قتلى من المدنيين التونسيين، مؤكدا أن مثل هذه الأخبار لا أساس لها من الصحة. ويشار الى ان حالة من الهلع عمت المنطقة صباح اليوم وتعطلت الدروس بمختلف المؤسسات التربوية بالذهيبة منذ عشية الخميس خوفا من تعرض الاطفال الى مخاطر جراء المواجهات الدائرة في مناطق متاخمة للمدينة. ويذكر ان وحدات الجيش الوطني وحرس الحدود قد عززت تواجدها بالمنطقة لحماية الحدود الوطنية ومراقبة التحركات الجارية على الحدود من الجانب الليبي.