تونس 17 اوت 2009 (وات) بدعوة من الرئيس زين العابدين بن علي يؤدى السيد سيلفيو برلسكوني رئيس الحكومة الايطالية يوم الثلاثاء زيارة صداقة وعمل لتونس. وتأتي هذه الزيارة في ظرف شهدت فيه العلاقات بين البلدين خلال السنوات الاخيرة دفعا هاما على مختلف الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لا سيما بعد ابرام معاهدة صداقة وحسن جوار وتعاون سنة 2003 جاءت لتضفي أبعادا جديدة على هذه العلاقات المتينة والثرية والمتنوعة. وقد وجدت متانة العلاقات ترجمتها فى التبادل المكثف والمنتظم للزيارات بين كبار المسؤولين في نطاق تقاليد التشاور القائمة بين البلدين حول مجمل القضايا الاقليمية والدولية وما يجمعهما من قيم مشتركة لتحقيق التنمية والرفاه وتعزيز مقومات الامن والسلم والاستقرار في المتوسط وفي العالم. ويقوم بين البلدين بحكم موقعهما الاستراتيجي فى الفضاء المتوسطي تعاون اقتصادى متميز تعد ايطاليا بفضله ثاني شريك تجارى لتونس بأكثر من 10 مليارات دينار سنة 2008 كما تحتل ايطاليا المرتبة الثالثة فى حجم الاستثمارات الاجنبية المباشرة ومن حيث عدد السياح الايطاليين الوافدين على تونس. ويبلغ حاليا عدد الموءسسات ذات المساهمة الايطالية العاملة في تونس 554 موءسسة صناعية 253 منها في قطاع النسيج و112 في الصناعات الميكانيكية والكهربائية و75 في في الجلود والاحذية. كما تنشط 21 مؤسسة مشتركة تونسية ايطالية في مجال الصيد البحرى والفلاحة باستثمارات قيمتها 59 مليون دينار توفر زهاء 50 الف موطن شغل. وتتيح المشاريع الكبرى المدرجة ضمن المخطط الحادى عشر للتنمية 2007-2011 فرصا هامة أمام الشركات والاستثمارات الايطالية لانجاز مشاريع مشتركة خاصة في مجال الاشغال الكبرى والنقل البحرى وخدمات المرافىء والسياحة وكذلك الطاقة من خلال مشروع الاندماج والتكامل المزمع تحقيقه بين منظومتي الكهرباء الاوروبية والمغاربية. وقد ابرمت تونس وايطاليا فى هذا الاطار اتفاقا يتعلق بالربط الكهربائي بين البلدين بقيمة اربعة مليار دينار تتكفل بانجازه كل من الشركة التونسية للكهرباء والغاز والشركة الايطالية لنقل الكهرباء. كما يعمل البلدان على تعزيز الشراكة في ما يتصل بمعالجة مسالة الهجرة فى المنطقة حيث انطلق الجانبان منذ عام 2000 في خوض تجربة مثمرة في تنظيم تدفقات الهجرة ومكافحة الهجرة السرية تخصص ايطاليا بموجبها حصة سنوية لدخول العمال التونسيين الى أراضيها. ويمتد التعاون التونسي الايطالي الى مجالات الثقافة والمحافظة على التراث والتعليم العالي حيث تعد المدرسة المتوسطية للدراسات المتقدمة فى علوم تكنولوجيا الاتصال نموذجا للتعاون العلمي ومثالا يحتذى فى الفضاء المتوسطي.