تونس 4 سبتمبر 2009 (وات) المواطن شريك فاعل في دعم البنك الخيرى للادوية هو موضوع الندوة الوطنية الملتئمة يوم الجمعة بتونس ببادرة من التجمع الدستورى الديمقراطي والاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي. وتمحورت مداخلات الندوة حول نشاط البنك الخيرى للادوية الذى اذن باحداثه رئيس الجمهورية وانطلق نشاطه مطلع شهر رمضان لسنة 2008 وترشيد استهلاك الادوية ودور المواطن فى دعم هذه الموءسسة التضامنية. وقدم السيد محمد بن العائبة المدير العام للصحة بوزارة الصحة العمومية مداخلة حول ترشيد استهلاك الادوية فى تونس لدعم التنمية والقدرة الشرائية تعرض فيها الى الابعاد النبيلة للبنك الخيرى للادوية باعتباره دعامة للمد التضامني فى تونس والية لمعاضدة جهود الدولة من اجل توفير الدواء للجميع. وابرز النقلة النوعية التي شهدها مجال الادوية الذى يعد من المقومات الاساسية للامن الصحي مشيرا الى ما يتطلبه موضوع الدواء من بحث متواصل للاستجابة للحاجيات والتحكم في الكلفة خاصة ازاء التغيرات الديمغرافية والابيدميولوجية. وذكر بان السياسة الدوائية في تونس ترتكز على تنمية القدرات في مجال التصنيع وتوفير الحاجيات وتحقيق انتظام التزويد بالادوية وتعصير طرق التصرف وترشيد استهلاك الادوية. وشهد مجال صناعة الادوية فى تونس ارساء نسيج صناعي متكون من 13 مؤسسة مختصة في الادوية البشرية و6 في الادوية البيطرية و3 موءسسات لانتاج التلاقيح والامصال و6 مختصة في صنع المستلزمات الطبية حيث تطورت نسبة تغطية الصناعة المحلية للحاجيات الوطنية من 7 بالمائة سنة 1987 الى 50 بالمائة حاليا باستثمارات فاقت 500 مليون دينار. كما تضاعفت الميزانية المخصصة لاقتناء الادوية بالهياكل الصحية العمومية بين سنتي 1990 و2008 من 90 الى 200 مليون دينار بما يعادل 70 بالمائة من ميزانية التصرف. ومن جانبه افاد السيد شرف الدين قلوز رئيس الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي ان البنك الخيرى للادوية يعد الية جديدة ضمن انشطة الاتحاد استكمالا لمنظومة التضامن وتوسيعا للمد التضامني ليشمل الجانب الصحي لمحدودى الدخل والفئات ذات الاحتياجات الخصوصية. وقدم عرضا موجزا حول اهداف البنك وطريقة عمله مستعرضا انشطته وتدخلاته الى موفى اوت 2009 ويحتوى البنك على مخزونات من الادوية والمعدات الطبية وشبه الطبية يتم التصرف فيها جمعا وتوزيعا لفائدة عدد من المؤسسات الصحية العمومية عبر منظومة اعلامية اعدت للغرض. وتستفيد من هذه المخزونات الدوائية المجمعات الصحية التى توءمن خدمات لاصحاب بطاقات العلاج المجاني والتعريفة المنخفضة وكذلك الفرق المتنقلة في اطار عملها لفائدة المسنين داخل الاسر ودور رعاية المسنين والجمعيات التي تعنى بالاطفال والمسنين فاقدى السند العائلى. وتتاتى مدخرات البنك من الادوية والمعدات الطبية وشبه الطبية من أصحاب المصانع والمخابر والصيادلة وموزعى الادوية بالجملة حيث تجاوزت قيمة التبرعات من الادوية خلال الثلاثي الاخير من سنة 2008 مليون 1 دينار تولى الاتحاد توزيع قسط منها على 425 هيكل صحي و5 قوافل اجتماعية و6 جمعيات بما يناهز 400 الف دينار دون اعتبار ما تم توجيهه من ادوية ومعدات طبية الى ابناء الشعب الفلسطيني بقطاع غزة. كما قدم البنك من جانفي الى موفى اوت 2009 اقساطا من الادوية الى 226 هيكل صحي و12 قافلة و18 جمعية بما قيمته 533 الف دينار فضلا عن تنظيم ملتقى دعم البنك الخيرى للادوية لجمع التبرعات وامضاء اتفاقيات دعم بما قيمته مليون و575 الف دينار0 وتجسيما لقرار رئيس الجمهورية تنظيم حملة وطنية تحسيسية لترشيد استهلاك الدواء وجمع الادوية والمعدات شبه الطبية ينظم لاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي من 6 الى 13 سبتمبر 2009 حملة لجمع الادوية والمعدات شبه الطبية بمنطقة حي الخضراء بالتعاون مع وزارة الصحة العمومية حيث سيتم تركيز خيمات لتجميع الادوية كتجربة تحسيسية أولى لكي يساهم المواطن في دعم البنك الخيرى للادوية في انتظار تعميم الحملة على كامل مناطق البلاد. وأكد السيد عبد الكريم الحمروني رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة في مداخلة بعنوان المواطن شريك فاعل في دعم البنك الخيرى للادوية أن التضامن والتازر بين مختلف مكونات المجتمع التونسي يشكل دعامة أساسية لتعزيز جهود المجموعة الوطنية لرفع التحديات التنموية. وأوضح أن هذه المؤسسة التي اقرها الرئيس زين العابدين بن علي كالية تضامنية لتكون سندا قويا للعائلات المعوزة وذات الدخل المحدود والفئات ذات الاحتياجات الخصوصية من خلال ما توفره من أدوية ومعدات طبية وشبه طبية بشكل مجاني في حاجة ماسة الى دعم المواطن لضمان ديمومتها فضلا عن الدعم الذى تجده من الموءسسات والهياكل الطبية والمنظمات ذات الصلة. وذكر في جانب أخر أن المجلس الوطني لهيئة الصيادلة عمل منذ احداث البنك الخيرى للادوية على المساهمة الفاعلة في تمويله بامضاء اتفاقية تعاون مع الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي. واقترح ارساء منظومة لجمع الادوية من قبل الصيدليات الخاصة تتمثل بالخصوص في وضع صناديق لجمع الادوية على ذمة المواطن بالصيدليات على أن يتعهد الاتحاد التونسي للتضامن برفعها بصفة دورية وستعمل هيئة الصيادلة على تمويل هذه العملية وفرز الادوية بعد جمعها بالتعاون مع الوكالة الوطنية لجمع النفايات التابعة لوزارة البيئة والتنمية المستديمة. وكانت الندوة الوطنية حول المواطن شريك فاعل في دعم البنك الخيرى للادوية مناسبة لامضاء اتفاقيتي تعاون وشراكة فى هذا المجال بين الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي ومنظمة الدفاع عن المستهلك ومنظمة التربية والاسرة الى جانب تقديم دعم مادى وعيني للبنك الخيرى للادوية من قبل متبرعين خواص تكريسا لقيم التضامن والتازر بين مختلف مكونات المجتمع من أفراد ومؤسسات وهياكل مختصة ومنظمات.