قرطاج بيرصة 6 سبتمبر 2009 (وات) شيع صباح الأحد جثمان الفقيد الرشيد ادريس الى مثواه الأخير حيث ووري التراب بمقبرة قرطاج بيرصة. وبتكليف من الرئيس زين العابدين بن علي تولى السيد فؤاد المبزع عضو الديوان السياسي للتجمع الدستورى الديمقراطي رئيس مجلس النواب تابين الفقيد بحضور جمع كبير من المسؤولين والمناضلين والحقوقيين ورجال الفكر والاعلام والثقافة والاطارات التجمعية والادارية وافراد عائلة الفقيد. وألقى رئيس مجلس النواب كلمة استعرض فيها مناقب هذا المناضل الكبير الذى كرس حياته للبذل والعطاء من مختلف المواقع وفي سائر المراحل من اجل رفعة تونس وسؤددها وذكر بالانشطة المتعددة للفقيد خلال فترة الاستعمار والتي كان من نتائجها خروجه من ارض الوطن وصدور حكم بالاعدام في شأنه سنة 1946 مبينا ان الراحل الرشيد ادريس كان طرفا فاعلا في الدعاية للقضية التونسية ابان تلك الفترة قبل ان يعود الى تونس سنة 1955 ليباشر مرحلة جديدة من النضال الوطني المتصل بالاسهام في بناء الدولة الفتية وتوطيد اركانها. وأبرز اسهامه في رسم ملامح الدولة التونسية المستقلة من خلال الدور الفاعل الذي اضطلع به صلب المجلس القومي التأسيسي سواء عند اعلان النظام الجمهورى او لدى صياغة دستور الجمهورية. كما استعرض المحطات السياسية والدبلوماسية الهامة للفقيد والتي تخللها انتماؤه بالعضوية الى مجلس الامة في مناسبات مختلفة قبل ان يضطلع بمهام وزارة البريد والبرق والهاتف ويصبح عضوا في الديوان السياسي للحزب الاشتراكي الدستورى في اكثر من مناسبة ويعين سفيرا بواشطن ومكسيكو فممثلا قارا لدى الاممالمتحدة علاوة على اضطلاعه بتكليف اممي بمساع دبلوماسية لدى العديد من دول العالم. وفي معرض تذكيره بنشاط الفقيد الرشيد ادريس على الصعيد الجمعياتي بين انه بادر منذ سنة 1980 بتاسيس جمعية دراسات دولية التي تشكل احدى ركائز المجتمع المدني في تونس وتسهم في نشر قيم التنمية المتضامنة بين الامم والعدل والسلام الدولي الدائم مثلما تؤكد انشطتها الفكرية التي توثقها مجلتها الدورية التي باتت مرجعا ضروريا في مجال العلاقات الدولية. وأضاف ان المرحوم كان من من اول المساندين لتغيير السابع من نوفمبر 1987 بقيادة الرئيس زين العابدين بن علي الذى عينه سنة 1991 على راس الهيأة العليا لحقوق الانسان والحريات الاساسية. وبين انه تقديرا لما قدمه الفقيد من جليل الخدمات في هذا المجال تحصل سنة 1993 على جائزة رئيس الجمهورية لحقوق الانسان وعلى وسام 7 نوفمبر وعلى اوسمة الاستقلال والجمهورية والثقافة علاوة على عديد الاوسمة العربية والاجنبية. وأضح السيد فؤاد المبزع ان هذا السجل الحافل من حياة المرحوم الرشيد ادريس يدعو الجميع وخاصة المثقفين ورجال الفكر وممثلي المنظمات الوطنية الى مزيد التعمق في مراحل حياته وفهم القيم والمبادىء السامية التي ناضل من اجلها وتخليد اعماله والتعريف بها حتى تكون حاضرة لدى اجيال اليوم واجيال المستقبل للالمام بها والاستفادة منها والسير على هديها.