تونس 3 جوان 2009 (وات) أكد السيد زهير المظفر عضو اللجنة المركزية للتجمع الدستورى الديمقراطي الوزير المعتمد لدى الوزير الاول المكلف بالوظيفة العمومية والتنمية الادارية أن الاصلاحات الدستورية المتتالية التي خضع لها الدستور التونسي ببادرة من الرئيس زين العابدين بن علي قد أعادت الاعتبار للنظام الدستورى ورسخت سيادة الشعب ووسعت مجال المشاركة وأقرت الرقابة الدستورية للقوانين وعلوية الدستور. كما عززت الحريات بما جعل من الدستور التونسي دستورا تقدميا ليبراليا ودافعا للتنمية بالبلاد. وأضاف في محاضرة بعنوان "الفكر الدستورى التونسي : من حركة التحرير الى عهد التغيير" ألقاها عشية الثلاثاء بدار التجمع بالعاصمة في اطار منتدى الفكر السياسي بمناسبة الذكرى الخمسين لاصدار الدستور وباشراف السيد محمد الغرياني الامين العام للتجمع أن سيادة الشعب والجمهورية وفصل السلط والديمقراطية وحقوق الانسان كلها معان ومبادىء اختزلها الدستور التونسي منذ اصداره في غرة جوان 1959 . وبين السيد زهير المظفر أن الفكر الدستورى التونسي قد مر من التحرير الى التغيير بثلاث مراحل هامة هي المطالبة بالدستور وتجسيمه بعد الاستقلال واعادة الاعتبار اليه مع تحول السابع من نوفمبر 1987 متوقفا عند العلاقة العضوية التي تربط الدستور بالتجمع الدستورى الديمقراطي الحزب المؤتمن على التغيير والذي اقترن تاريخه واسمه بالدستور باعتباره وريث حزب الاستقلال وحزب الجمهورية. وأشار الى أن دستور غرة جوان 1959 كان دستورا مجسما لمبادىء الحرية والاستقلال والسيادة الا أنه زاغ عن هذه المبادىء في أواسط السبعينات باستبدال النظام الجمهورى بالرئاسة مدى الحياة وبالخلافة الالية مؤكدا أن حركة الانقاذ التي بادر بها الرئيس زين العابدين بن علي يوم 7 نوفمبر 1987 مثلت تحولا دستوريا وفقا لمقتضيات الفصل 57 من الدستور. وأوضح المحاضر أن التحول قد أعاد الاعتبار للدستور من خلال التمسك به ورد الاعتبار للنظام الجمهورى وتطوير الوثيقة الدستورية واثرائها عبر احداث المجلس الدستورى لضمان علوية الدستور وترسيخ سيادة الشعب بفضل الاصلاح الجوهرى لسنة 2002 وتوسيع مجال المشاركة السياسية الى جانب تنويع التمثيل باحداث مجلس المستشارين وترسيخ المسار الديمقراطي التعددى وتكريس حقوق الانسان في كونيتها وشموليتها. وخلص عضو اللجنة المركزية الى أن التغيير برده الاعتبار للنظام الجمهورى يكون قد استمد جذوره من حركة التحرير الوطني التي نهلت هي الاخرى من حركة الاصلاح بما يعكس وفاء الرئيس زين العابدين بن علي للقيم النبيلة التي ناضل وضحى من أجلها الآباء المؤسسون.