تونس 8 اكتوبر 2009 (وات) افتتحت يوم الخميس بالمجمع التونسي للعلوم والاداب والفنون /بيت الحكمة/ بضاحية قرطاج اشغال الندوة العربية /حداثة الشابي/ التي تنتظم لمدة ثلاثة ايام في اطار الاحتفال بمائوية الشاعر التونسي الفذ ابي القاسم الشابي . اوضح السيد عبدالروءوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث لدى اشرافه على افتتاح اعمال هذه الندوة بحضور السيد عبد الوهاب بوحديبة رئيس مجمع بيت الحكمة والسيد علي اللواتي رئيس اللجنة الوطنية لمائوية الشابي والعديد من الادباء والشعراء والباحثين من تونس والعالم العربي ان هذه التظاهرة تندرج في سياق سلسلة تظاهرات اذن الرئيس زين العابدين بن علي بتنظيمها هذا العام احتفاء بمائوية ميلاد الشابي. ولاحظ ان الاحتفاء بهذه المائوية انطلق يوم ذكرى ميلاد الشاعر في مسقط راسه توزر وقد انتظم في تلك المناسبة لقاء شعرى رائع شارك فيه عدد كبير من ابرز الشعراء العرب المعاصرين وجل شعراء تونس . واردف قائلا/ ثمانية اشهر مضت عن انطلاق المائوية في توزر تضافرت خلالها جهود المندوبيات الجهوية للثقافة والموءسسات التعليمية والجامعية ودور النشر والمراكزالثقافية وموءسسات الاتصال السمعي والبصرى والمكتوب والبعثات الديبلوماسية والمهرجانات الدولية والوطنية ونظمت فيهاعشرات الندوات واللقاءات وصدرت فيها عديد المقالات والكتب لعل ابرزها كتاب //المداد الحي//الذى جمعت فيه اعمال الشابي بخط يده. وبين ان الاحتفاء بمائوية الشابي لم يبق حكرا على الادباء والباحثين والشعراء والمربين بل ساهم فيه ايضا المسرحيون والموسيقيون والرسامون والسينمائيون فقدموا اعمالا متنوعة مستوحاة من حياته ومن نصوصه الشعرية والنثرية الراقية. كما تم اطلاق موقع على شبكة الانترنات يضم تراجم لابرز الشعراء التونسيين في مختلف العهود ومختارات من اعمالهم باللغات العربية والفرنسية والانقليزية وقد قطعت اللجنة العلمية المكلفة بانجاز المشروع الطموح الذى اطلق عليه اسم//بوابة الشعر التونسي//اشواطا في تجسيده . واكد الوزير ان احتفاء تونس بمائوية الشابي هو احتفاء بالشعر والشعراء وبالابداع والمبدعين الى جانب كونه يبرز عبقرية هذا الشاعر الذى عبر عن ضمير الشعب اصدق تعبير وهو يندرج ايضا في سياق حرص رئاسي على مصالحة التونسي مع ذاكرته واعادة الاعتبار لرموز في هذه الذاكرة الحية ظلت علامات مضيئة على درب الابداع والتنوير والتحديث والاصلاح وهو ما يفسر الاحتفاء بمائوية الشابي ومائويةالدوعاجي والفاضل بن عاشور والهادى الجويني وبالقيروان عاصمة للثقافة الاسلامية بعد ان احتفت تونس سنة 2006 بالمائوية السادسة لوفاة العلامة ابن خلدون. واشار الوزير الى ان من سمات عبقرية الشابي وتفرد تجربته الشعرية ومغامرته الفكرية انه استطاع ولايزال في شبابه اليافع ورغم قصر حياته ان ينفذ نفاذا عميقا مدهشا الى وجدان شعبه وان يرتقي بتجربته الابداعية الى منزلة التجلي واستشراف الافق الارحب والتبشير بما كان يعتمل في ضمير شعبه من بذور حداثة لم تكن نبتتها في ذلك الحين قد لامست الوعي الجماعي واورقت فيه بالوضوح الذى نعيشه اليوم. وقد تم تدشين معرض للفن التشكيلي بفضاء بيت الحكمة تضمن 20 لوحة مستلهمة من المدونة الشعرية لابي القاسم الشابي عبر فيها طلبة معهد الفنون الجميلة بتونس من خلال تمازج الاشكال والالوان عن التجربة الشعرية المميزة للشابي وما تحمله من معاني نبيلة. وفي اطار تشجيع الشباب على الابداع والتميز في مجال الشعر خصوصا وان الشاعر المحتفى به فارق الحياة وهو في ريعان شبابه واوج عطائه وقع اسناد جائزة الشابي ل/بيت الحكمة للشعراء الشبان/ لثلاثة شبان هم شوقي العميدى وخالد الماجرى وخالد الحداجي. كما جرى تكريم الشاعر محي الدين خريف والشاعرة فضيلة الشابي والخطاط عمر الجمني الذى اصدرت له منشورات نيرفانا موءخرا كتاب / ابو القاسم الشابي لحن الكائنات/ والمخرجة هاجر بن نصر التي انتجت واخرجت الشريط الوثائقي /ابو القاسم الشابي شاعر الحب والحرية/ فضلا عن تكريم بعض افراد اسرة الشابي. وتضمن برنامج هذه التظاهرة امسية شعرية لنخبة من الشعراء هم يوسف رزوقة والطاهر البكرى وعائشة البصرى ومحجوب العيارى ونجاة العدواني وحافظ محفوظ ومريان كتزاراس الى جانب فقرة غنائية موسيقية للمطربات سنية مبارك ودرصاف الحمداني ورحاب الصغير بقيادة نوفل بن عيسى في اداء اغاني لقصائد الشابي. وقد اصدر مجمع بيت الحكمة بهذه المناسبة ايضا كتابا انيقا يحمل عنوان / صفحات من كتاب الوجود/ يجمع القصائد النثرية لابي القاسم الشابي وهو عمل بحثي ونقدى من اعداد الشاعر الاستاذ سوف عبيد .