تونس 23 اكتوبر 2009 (وات) اختتمت يوم الجمعة حملة الانتخابات الرئاسية والتشريعية ليوم 25 أكتوبر 2009 فى أجواء كرست بشهادة الملاحظين ما بلغه التونسيون من تطور على مستوى الممارسة الديمقراطية الراقية وتعدد المشهد السياسي وتنوعه. وتعد هذه الاجواء الايجابية مؤشرا قويا لحيوية فاعلة تشهدها الحياة السياسية ولحركية نشيطة فى وسائل الاعلام وفى منتديات وفعاليات المجتمع المدني بفضل توسيع دائرة المشاركة فى الشان الوطني وتعزيز فضاءات الحريات السياسية والفكرية. وقد أكدت المشاركة الواسعة فى وقائع الحملة الانتخابية التى خاضها المرشحون للانتخابات الرئاسية ومرشحو قائمات الاحزاب والمستقلون للانتخابات التشريعية مدى تشبع التونسيين بقواعد المنافسة السياسية الشريفة وباصول التعامل الحضارى ضمن الالتزام الكامل بعلوية القانون. كما اقامت الدليل على قدرة مختلف الحساسيات فى الحكم وفى المعارضة على قبول الراى والراى الاخر فى اطار الانتماء الواجب للوطن والولاء لتونس دون سواها. واقترنت الحملة الانتخابية بتعدد وتنوع صيغ المشاركة فى تملك معاني واهداف البرنامج الانتخابي الجديد للرئيس زين العابدين بن على الذى وضع به سقفا عاليا للاستحقاق الرئاسي تواصلا مع الاجماع الذى عبرت عنه مكونات المجتمع التونسي حول سيادة الرئيس والتفافها حول خياراته الاستشرافية الصائبة. ذلك ان هذه الخيارات اتاحت مراكمة النجاحات فى مختلف القطاعات بفضل الروح الاصلاحية العميقة التى اضفاها رئيس الدولة على اداء مختلف الموءسسات وحرصه الثابت على اعلاء قيمة المواطنة كواحدة من مرتكزات الاصلاح السياسي التى تعطى لحق الاختيار فى اقتراع حر مباشر وفى اطار تعددى كل مدلولاته. فقد اكدت المراهنة على الخيار التعددى انه لم تعد فى تونس اليوم قيمة اعلى قيمة المواطنة ولا شرعية اقوى من شرعية الاحتكام الى صندوق الاقتراع فالاكفاء هم صناع التقدم والمؤتمنون عليه وهم الاقدر دوما على تحمل المسوءولية. واثبت الرئيس بن على فى كل ذلك انه القائد الذى صنع احساسا بالتالف بين التونسيين ورسخ تقاليد الاستشارة والاستماع الى الاخر. وعلى امتداد سنوات التغيير الذى أسسه على المصالحة مع الذات والتمسك بالثوابت دعا التونسيين دوما الى التوجه بأبصارهم نحو المستقبل واجتناب ما قد يلهيهم عن القضايا المصيرية. وكانت روءيته لمستقبل تونس واجيالها نموذجا حيا لما يمكن تحقيقه من طموحات بتضافر الجهود المخلصة والنوايا الطيبة. وتعلم معه التونسييون ان السياسة تستلزم التقيد بالمعايير الاخلاقية والترفع عن الاسفاف والابتذال اللذين اختارتهما فئة قليلة يسووءها اليوم ان تجتمع كلمة التونسيين حول أهداف موحدة تتعزز بها بها مناعة الوطن. كما خبر التونسيون من تجارب محيطهم القريب والبعيد الماسي الناجمة عن تعمد بعض الانفار الاستقواء بجهات اجنبية على حساب مصلحة البلاد. واذا كان الحق فى تباين الروءى والمقاربات مكفولا للجميع فان ما ينبغي ان يظل فوق كل خلاف هو روءية التونسيين لبلادهم ولدورها الذى يعلو على كل صيحات الصراخ لمحترفى المزايدات ومفتعلى الزوابع.وهى صيحات تدلل على ضحالة وسطحية موءلفى معزوفة النشاز ممن يبحثون لانفسهم عن أدوار فى عالم السياسة ناكرين عن بلادهم نعمة الاستقرار والرقى متشبثين بعقائد تجاوزها الزمن وداستها المتغيرات الدولية التى قلبت كل الموازين والمعادلات. وقد جاءت المواقف الصريحة التى عبرت عنها مختلف الحساسيات السياسية والفكرية من مكونات المجتمع المدني فى ختام الحملة الانتخابية بمختلف جهات البلاد بمثابة ادانة قوية لمحترفى الاكاذيب ممن يشدهم الحنين الى عهود سحيقة. فتونس دخلت طورا جديدا من التحديث احاطها فيه الرئيس بن على بكل ضمانات النجاح. ومن تجليات هذا النجاح تقدم موءسسات الدولة بخطى ثابتة ومتوازنة أنعشت الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفسحت المجال لمشاركة واسعة لمختلف الفئات والاجيال والجهات فى التنمية وفى التطلع الى مستقبل افضل. لذلك يكبر التونسيون فى رئيسهم خصاله الوطنية التى كرسها فى واقعهم اليومي من خلال الولاء لتونس دون سواها وصدقه ووفاءه في الدفاع عن رايتها ورفضه المساومة على استقلالية قرارها.وهى خصال برزت ايضا فى اعلاء الرئيس بن على لقيمة العمل وحرصه على ان تسجل تونس كل يوم انجازا جديدا تعزز به مناعتها فى رد على الذين تحز فى انفسهم نجاحاتها. واثبتت تجربة التونسيين مع الرئيس زين العابدين بن على انه يقود البلاد على الطريق الصحيح ويضع استقرارها والارتقاء بمستوى عيش ابنائها فى صميم مشروعه الحضارى وهو ما بدا واضحا فى المراتب التى احرزتها تونس ضمن التصنيفات الصادرة عن الهيئات العالمية المحايدة وهو ايضا ما يجمع عليه مراقبو الشان الوطني وتبرزه تقارير الصحافة العالمية فى نقلها لوقائع الحملة الانتخابية الرئاسية والتشريعية متوقفة عند دلالات الاجماع الشعبي الواسع حول الرئيس زين العابدين بن على والمكانة الانسانية الرفيعة التى يتمتع بها لدى التونسيين.