تونس 24 أكتوبر 2009 (وات) - شيعت الأسرة الثقافية الموسعة صباح يوم السبت جثمان الرسام والنحات الراحل زبير التركي إلى مثواه الأخير بمقبرة الجلاز في موكب خاشع. وجرى موكب الدفن بحضور عدد من الشخصيات السياسية والوطنية ومن رجالات الثقافة من مختلف الأجيال إلى جانب أصدقاء الراحل وأفراد أسرته. وبتكليف من الرئيس زين العابدين بن علي تولى السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث تأبين الفقيد معددا مناقبه ومآثره في خدمة الإبداع والثقافة في تونس قائلا أن "زبير التركي يعد احد مؤسسي مدرسة تونس وأحد رواد التحديث في الممارسة التشكيلية بل هو من صناع حداثة الفن التشكيلي ويحتل مكانة بارزة في المشهد التشكيلي العربي بعمق تجربته الإبداعية وخصوصياتها المميزة التي تقوم شاهدا علي تطور الثقافة التونسية والفن التشكيلي في تونس". وأضاف أن الرسام الراحل عبر بلوحاته ورسومه البليغة عن ثراء وتنوع أوجه الحياة في المدينة العتيقة بشخوصها الأصيلة ومعمارها الجميل وهو ما جعل النقاد يجمعون على أنه /أعاد بعث المدينة العتيقة ونفخ فيها من روحه/ ذلك أن زبير التركي عمل طيلة مسيرته الإبداعية علي إبراز الشخصية التونسية الوطنية وسبر أغوارها وتأكيد خصوصياتها وعبقريتها. وأشار وزير الثقافة والمحافظة على التراث إلى تعدد اهتمامات الفقيد حيث اشتغل في المسرح وكان له إسهاما قيما في تطوير التجربة الإبداعية المسرحية وفي إثراء جماليتها لا سيما من خلال ابتكاره ملابس ومناظر مسرحيات "مراد الثالث" و"صاحب الحمار" و "الزنج". وعدد مناقب وخصال الرسام النحات زبير التركي مشيرا بالخصوص إلى ما حظي به لدى كافة مكونات الساحة الثقافية طيلة مسيرته من إكبار وتقدير لإنتاجه الإبداعي ولانجازاته المهنية ومآثره الإنسانية والى ما ناله من عديد الجوائز والتقديرات وطنيا وعربيا ودوليا. وذكر بالعناية الموصولة التي وجدها الرسام الكبير زبير التركي من لدن الرئيس زين العابدين بن علي تقديرا لما قدمه من جميل الأعمال إذ اسند له رئيس الجمهورية إلي جانب أوسمة الإستحقاق الثقافي الجائزة المغاربية للثقافة سنة 2000 وجائزة 7 نوفمبر للإبداع سنة 2008 وأحاطه بالرعاية الكاملة أثناء محنته الصحية.