صفاقس 28 أكتوبر 2009 (وات) توصل فريق من الأطباء الباحثين في اختصاص جراحة الأعصاب من فرنسا وأمريكا بقيادة طبيب تونسي شاب الى اكتشاف طبي هام يتمثل في طريقة علاجية جديدة لمرض الشلل الرعاش "باركينسون". وقد توج هذا الاكتشاف الطبي أربع سنوات متتالية من العمل والبحث ثبت على إثرها لفريق الباحثين بمستشفى هونري موندور بباريس الذي يقوده الدكتور بشير الجراية رفقة الطبيب الفرنسي ستيفان بالفي نجاعة الطريقة العلاجية الجديدة بعد تجربتها على مجموعة قردة مصابين بمرض الشلل الرعاش استعادوا على اثرها 80 بالمائة من قدراتهم على الحركة. ويتمثل هذا العلاج الجديد للشلل الرعاش في زرع جينات في جزء عميق من مخ المصاب بالشلل الرعاش بغاية تزويد الجسم بصفة مسترسلة بمادة "الدوبامين" التي تخول للجهاز العصبي القيام بوظيفته بصورة عادية. وتكمن اهمية الطريقة المستحدثة في كونها علاج بيولوجي لا تعقبه انعكاسات سلبية كما هو الشان بالنسبة الى الطرق المعتمدة حاليا في مداواة هذ المرض والمتمثلة اساسا في الطرق الكيميائية والفيزيائية لتنشيط الجهاز العصبي المصاب بانكماش في مستوى بعض الخلايا الدماغية. كما تم تطبيق هذه التقنية العلاجية المتطورة حسب المجلة العلمية الامريكية "سيونس ترانسلاسيونال مايدسين" على ستة مصابين بمرض الرعاش في مستشفى هونرى موندور بما يؤكد نجاعة الدواء على البشر واعتماده في السنوات القادمة لمعالجة مرض الارتعاش الذى يعاني منه عدد كبير من المرضى في العالم. ويعد الدكتور بشير الجراية البالغ من العمر 36 سنة من الكفاءات التونسية المقيمة بالخارج التي تمكنت من تحقيق انجازات ريادية على المستويات الوطنية والاقليمية والعالمية وهو دليل آخر على قدرة هذه الكفاءات على التألق بفضل المستويات العالية للتكوين والتحصيل العلمي الذى يخوله النظام التعليمي في تونس. وكان قد نال جائزة رئيس الجمهورية عند حصوله على الباكالوريا رياضيات سنة 1992 وزاول دراساته الجامعية بفرنسا وعمل بعدد من المستشفيات الفرنسية والامريكية. وهو يشغل حاليا خطة رئيس سريرى بمستشفى هونرى موندور بباريس ومدير مخبر العلوم العصبية التابع لمجمع مندوبية الطاقة الذرية بالعاصمة الفرنسية. يذكر ان الشلل الرعاش هو مرض عصبي يتمثل في شبه الانكماش في بعض الخلايا العصبية العميقة بالمخ ينتج عنها خلل في الحركة ورعاش في الجسم.