تونس 29 أكتوبر 2009 (وات) "رماد الحياة" هو عنوان رواية جديدة للكاتب والصحفي التونسي حسونة المصباحي صدرت مؤخرا عن منشورات وليدوف بتونس العاصمة في 182 صفحة من الحجم المتوسط وفي إخراج أنيق دأبت عليه هذه الدار التي يديرها الكاتب والناشر الشاب وليد سليمان بطريقة تنم عن ذوق ومعرفة بالادب والفن. على امتداد ثلاثة عشر فصلا عدد فصول /اعترافات /القديس أوغستين أحد الكتب المفضلة لياسين بطل الرواية يتنقل الكاتب بين الأزمنة والأمكنة من قرية العلا الى القيروان الى تونس العاصمة قبل أن يهاجر الى أوروبا ليستقر في مدينة ميونيخ الالمانية. وبعد سنوات طويلة وجد ياسين الكاتب المغترب نفسه أمام المجهول فلم يعد قادرا على التركيز والكتابة بل أحس أنه يمكن أن يفقد لغته الام التي كانت بمثابة "وطنه السري" في الغربة وبنصيحة من زوجته الالمانية التي انفصل عنها يعود الى بلاده ساعيا الى استعادة توازنه النفسي والى بعث الحياة مجددا في اللغة التي أضحت عصية "إنها رواية البحث عن الذات في رماد الحياة" مثلما ورد في كلمة بليغة على ظهر الغلاف. يبقى أن القارىء الذى يعرف حسونة المصباحي والمطلع على تفاصيل مسيرته الحياتية والادبية قد يراود ذهنه هذا السؤال المشروع والملح :"هل نحن أمام رواية بالمعنى الادبي للمصطلح أم ان الامر يتعلق بسيرة ذاتية تنطوي على أسلوب أدبي شيق ؟" فبطل الرواية ياسين لا يختلف في شيء عن حسونة المصباحي نفسه وبالتالي فان المسافة بين ما هو روائي وما هو سرد لوقائع حياتية ضئيلة جدا وقد تكون معدومة تماما . ومهما يكن من أمر هذه "الرواية" من حيث تصنيفها فلا مجال للشك في اننا أمام نص سردى جميل يتميز بالسلاسة في التعبير ويتضمن هواجس وتجارب ومواقف هي في صلب رحلة الانسان عبر مسالك الحياة بحلوها ومرها. حسونة المصباحي كاتب وصحفي تونسي أقام في المانيا من 1985 الى 2004. صدرت له عديد الروايات منها "هلوسات ترشيش" و"وداعا روزالي" و"حكاية تونسية" الى جانب مجموعات قصصية منها "حكاية جنون ابنة عمي هنية" و "ليلة الغرباء" وقد ترجمت بعض أعماله الى الالمانية والفرنسية والانقليزية والاسبانية. تحصل على جائزة توكان لافضل كتاب بمدينة مونيخ 2000عن روايته "هلوسات ترشيش" واختيرت قصته "السلحفاة" كواحدة من أفضل خمس قصص قصيرة في القارة الافريقية عام 2000 ونالت روايته "نوارة الدفلى" جائزة كومار التقديرية سنة 2004.