تونس 1 نوفمبر 2009 / وات / حققت الرياضة التونسية خلال العقدين الاخيرين نجاحات متعاقبة في مختلف الاختصاصات ليتنامى اشعاعها على محيطها الاقليمي والقارى والدولي مستفيدة من سلسلة من الاجراءات الرائدة شملت مختلف المجالات على غرار تعصير البنية الاساسية وتطوير المنظومة التشريعية من أجل ارساء أرضية عمل ملائمة لكافة النخب والاندية الوطنية تساعد على التالق والبروز. وقد عرفت البنية الاساسية الرياضية في هذا السياق نقلة نوعية وتوزعت المنشات على كامل أنحاء البلاد بما ساهم في تدعيم خارطة المنشات والتجهيزات ووفرت فضاءات لصقل مواهب الشباب وتنمية ملكاته. بنية اساسية متطورة وتعززت البنية الاساسية بشكل ملحوظ حيث ارتفع عدد الملاعب المعشبة من 23 عام 1987 الى 177 ملعبا في الوقت الراهن كما تطور عدد القاعات الرياضية من 7 قبل التغيير الى 141 حاليا فضلا عن احداث 6 مسابح جديدة و10 مراكز لتكوين اللاعبين الشبان و4 مراكز جهوية لالعاب القوى و11 مضمارا اصطناعيا انجزت جميعها بعد التحول. وتعد المدينة الرياضية 7 نوفمبر برادس من أبرز المشاريع الكبرى التي تحققت في مجال البنية الاساسية الرياضية. ولتوفير أفضل ظروف اعداد الرياضيين تم احداث مركزين وطنيين للتربصات بكل من برج السدرية وعين دراهم. وفي اطار الحرص على تأمين المتابعة الطبية الدقيقة للرياضيين تم احداث 8 مراكز اقليمية تابعة للمركز الوطني للطب وعلوم الرياضة والمخبر الوطني لمراقبة المنشطات. وقد ساهمت هذه الاجراءات الرائدة في تالق مختلف النخب والاندية الوطنية وتحقيق العديد من النجاحات كما أهلت تونس لاحتضان العديد من التظاهرات الهامة أبرزها كأس افريقيا للامم لكرة القدم 1994 و2004 ودورة العاب البحر الابيض المتوسط 2001 وبطولة العالم لكرة اليد 2005 ومونديال الوسطيات لكرة السلة 2005 الى جانب العديد من البطولات القارية والاقليمية. تتويجات في مختلف الاختصاصات ومع تتالي المشاركات تعددت التتويجات في مختلف الاختصاصات ويبقى الامتياز دون أدنى شك للسباح أسامة الملولي بفضل انجازه الباهر يوم 17 أوت 2008 خلال الالعاب الاولمبية بالعاصمة الصينية بيكين بعدما تحصل على المركز الاول لسباق 1500 م سباحة حرة مهديا تونس ميداليتها الذهبية الثانية في تاريخ مشاركاتها في الاولمبياد بعد 40 عاما من تتويج العداء محمد القمودى في دورة مكسيكو 1968/. وقد أكد أسامة الملولي خلال مشاركته في بطولة العالم التي أقيمت في صائفة 2009 بروما أنه بالفعل من طينة الابطال الكبار وأبى الا أن يلفت الانظار مجددا عندما ظفر بالمعدن النفيس لسباق 1500 م موكدا للجميع أنه ملك هذا الاختصاص. كما حققت رياضة الجيدو نتائج متميزة في عدة تظاهرات دولية يأتي في مقدمتها تتويج أنيس الونيفي في صنف الاكابر /وزن أقل من 60/ كلغ بالميدالية الذهبية في بطولة العالم بميونيخ 2001 والميدالية البرونزية في بطولة العالم بأوزاكا 2003 وفوز هدى ميلاد في صنف الكبريات /وزن أقل من 70 كلغ/ ببرونزية مونديال روتردام 2009 واحراز أحلام العزابي في صنف الوسطيات /وزن ما فوق 78 كلغ/ ذهبية مونديال جيدو 2002 /كوريا/. ومن جهته توفق الرباع يوسف السباعي في تدوين اسم تونس في سجل بطولة العالم لرفع الاثقال عندما نجح في كسب برونزية وزن 69 كلغ في مونديال الاكابر بفرصوفيا سنة 2002 قبل أن يكسب خليل معاوية ذهبية وزن 56 كلغ في مونديال الاواسط بكالي 2008 في حين تالقت مصارعة التايكواندو خولة بن حمزة بتتويجها بالميدالية الذهبية في بطولة العالم للوسطيات بأزمير في 2008/ . وسجلت كرة القدم التونسية خلال العقدين الاخيرين العديد من المكاسب تجسدت بالخصوص في احراز المنتخب التونسي للاكابر كأس أمم افريقيا 2004 ومشاركته في كأس القارات 2005 وتأهله الى نهائيات كأس العالم في ثلاث دورات متتالية 1998 و2002 و2006 وهو يسير بثبات نحو بلوغ مونديال 2010 فضلا عن حصول المنتخب الاولمبي على ذهبية الالعاب المتوسطية 2001 وترشحه الى أولمبياد أطلنطا 1996 وأثينا 2004 وتأهل منتخب الاصاغر الى مونديال 2007/. وبعد أن كان سجلها خاليا من التتويجات القارية فرضت الاندية التونسية انطلاقا من عام 1988 نفسها بقوة في البطولات الافريقية فكسبت 19 لقبا وشاركت في مونديال الاندية عام 2007 الى جانب الظفر ب 9 القاب عربية وكأسين اقليميتين في مسابقتي اتحاد شمال افريقيا لحساب الموسم 2008/2009 ولم تكن كرة اليد في تونس أقل حظا من كرة القدم اذ سجل منتخب الاكابر منذ 1995 حضوره بصفة مسترسلة في بطولات العالم وضرب أكثر من موعد مع التالق أبرزها الحصول على المركز الرابع في مونديال تونس 2005 علاوة على احراز الميدالية الفضية في كاس العالم بالسويد 2006 والظفر ببطولة افريقيا للامم في أربع مناسبات أعوام 1994 و1998 و2002 و2006 / والتاهل الى الالعاب الاولمبية عام 2000 ولم تتخلف الكرة الطائرة بدورها عن الركب فأثرت سجلها بدفعة جديدة من الالقاب أهمها حصول منتخب الاكابر على بطولة افريقيا للامم اعوام 1987 و1995 و1997 و1999 و2003 علاوة على الترشح الى بطولة العالم 8 مرات وكاس العالم في 6 مناسبات والمشاركة في الاولمبياد 3 مرات. وانضمت كرة السلة الى الرياضات الجماعية المتوجة بعدما حجز منتخب الاكابر تأشيرة عبوره الى مونديال تركيا 2010 لاول مرة في تاريخه اثر حصوله على المركز الثالث في بطولة أمم افريقيا وهو تتويج جاء مسبوقا بلقبين عربيين عامي 2008 و2009 /. كما شارك منتخب الوسطيات هذا العام في بطولة العالم بتايلندا وهو الذى كان أحرز عام 2004 لقب البطولة الافريقية وشارك خلال 2005 في المونديال. كما أولت تونس عناية خاصة برياضة المعوقين باعتبارها وسيلة لمزيد ادماج الاشخاص ذوى الحاجيات الخصوصية صلب النسيج الاجتماعي وهو ما تجسم بالخصوص في بعث الجامعة التونسية لرياضة المعوقين مباشرة بعد التحول يوم 3 ديسمبر 1987/. وساهمت هذه الاحاطة في بروز رياضة المعوقين في المحافل الدولية حيث عانقت النجاح وحطمت عدة أرقام قياسية في البطولات العالمية والدورات الاولمبية الموازية اخرها عام 2008 في بيكين عندما توجت ب 21 ميدالية /9 ذهبية و9 فضية و3 برونزية/. واذا أخذنا في الاعتبار القفزة النوعية التي حققتها تونس على مستوى البنية التحتية في الحقل الرياضي فان جملة هذه الانجازات على مستوى النتائج تعكس بجلاء ما قطعته الرياضة التونسية من أشواط هامة على درب تثبيت نقلتها النوعية وبلوغ العالمية وهي مدعوة الى مضاعفة الجهد ومزيد المثابرة من أجل تدعيم مكاسبها وتعزيز مكانة تونس ومزيد دعم صورتها على الساحة الدولية.
