* تونس تنتهج مقاربة تحديثية للمجتمع ترتكز على نشر الثقافة الرقمية لجعل تونس مركزا اقليميا جاذبا للاستثمار الحمامات 24 نوفمبر 2009 (وات) تحت سامى اشراف الرئيس زين العابدين بن على افتتحت يوم الثلاثاء بالحمامات اشغال المنتدى الدولي لتكنولوجيات المعلومات والاتصال تونس زائد 4 من قبل السيد محمد الغنوشي الوزير الاول وبحضور ممثلين عن عديد المنظمات والمؤسسات الاممية والدولية والافريقية الناشطة فى المجالات التكنولوجية. وابرز السيد محمد الغنوشي فى مستهل كلمته ما يوليه رئيس الدولة من فائق العناية لهذه التظاهرة ومن بالغ الاهتمام بتعزيز التعاون والشراكة في هذا المجال الحيوى من اجل تقليص الفجوة الرقمية بين البلدان المصنعة والبلدان النامية. ولاحظ ان هذا المنتدى ينعقد بعد مرور اربع سنوات من القمة العالمية حول مجتمع المعلومات التي احتضنتها تونس والتي جمعت اكثر من ثلاثين الف مشارك في فعالياتها الرسمية وتظاهراتها الموازية من ممثلى الحكومات والهيئات الدولية والقطاع الخاص والمجتمع المدني والتي شكلت حدثا بارزا ومرجعا للتاسيس لنظام معولماتي واتصالى عالمي جديد عادل متوازن ومتضامن. وبين ان هذا المنتدى يمثل مناسبة متميزة لتقييم المراحل المقطوعة على درب تنفيذ توصيات وقرارات هذه القمة التي تضمنتها وثيقة التزام تونس المعبرة عن ارادة المجموعة الدولية للمضى قدما نحو تذليل الفجوة الرقمية و اجندة تونس لمجتمع المعلومات المجسدة للحرص الجماعي على ايجاد صيغ عملية تفتح افاقا جديدة امام سائر المجتمعات للاستفادة من شبكات المعلومات وتكونولوجيات الاتصال دون حواجز ومعوقات. واشار الى ان توصيات القمة اتسمت بطابعها العملى وبلورت منهجية ملائمة لمقاربات كفيلة بتامين النفاذ المتكافىء الى المعرفة لسائر الشعوب وخاصة منها الشعوب الافريقية وترسيخ هذا المسار على مستوى المجموعة الدولية في اطار روزنامة تمتد الى سنة 2015 . تكنولوجيات المعلومات والاتصال تمثل مجالا للتخفيف من حدة تداعيات الازمة المالية والاقتصادية العالمية وذكر السيد محمد الغنوشي ان تكنولوجيات المعلومات والاتصال بمختلف مكوناتها وخدماتها تمثل مجالا للتخفيف من حدة تداعيات الازمة المالية والاقتصادية العالمية ملاحظا ان الظرف العالمى الحالي يشهد اليوم بروز بوادر ايجابية لتجاوز هذه التداعيات . واوضح ان الدراسات الاخيرة وتقارير المنظمات والهيئات الدولية ابرزت اهمية الواقع الجديد الذى افرزته التقنيات الحديثة للاتصال على مستوى هياكل الانتاج ونجاعتها وعلى صعيد سلوكيات الافراد وطرق عملها واستهلاكها وفي باب المبادلات التجارية والتسويق وتغير منوال تطورها. وقد اصبح من الثابت اليوم ان اعتماد التقنيات الجديدة للمعلومات والاتصال واستخدامها من قبل المؤسسة ضمن منظومات انتاجها واداء خدماتها غيرت بصفة هيكلية وجه العديد من القطاعات الادراية والتجارية والمالية ومكنتها عبر التجديد التكنولوجي من الرفع من انتاجيتها وتقليص كلفة استغلالها والزيادة في مداخيلها وتلبية تطلعات المتعاملين معها. وابرز الوزير الاول اجماع الدراسات بخصوص متانة العلاقة العضوية بين تكنولوجيات المعلومات والاتصالات من ناحية ودفع التنمية الاقتصادية والتشغيل والتصدير من ناحية اخرى اذ ان الزيادة ب 10 نقاط في مستوى كثافة الاشتراك بشبكة الانترنات ذات السعة العالية يكون لها مفعول مباشر يقدر بزيادة ب 3ر1 بالمائة على مستوى نمو الناتج المحلي الاجمالي بالبلدان المصنعة وبالبلدان النامية وتؤدى هذه الزيادة ايضا الى الترفيع ب 10 الى 14 بالمائة في نسق احداث مواطن الشغل. كما تفيد التقييمات الاقتصادية ان اكثر من 30 بالمائة من التحسن الحاصل في انتاجية المؤسسات واعوانها متأت من الاستثمار في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصال وقد وصلت هذه المساهمة المباشرة في الرفع من الانتاجية خلال العشرية المنقضية الى 80 بالمائة في بعض البلدان المصنعة مثل الولاياتالمتحدةالامريكية . كما ان المبادلات الرقمية المستعملة للشبكات الاتصالية اصبحت لوحدها تمثل حوالى 50 بالمائة من حجم تجارة الخدمات العالمية في نطاق هذه السوق الرقمية الجديدة التي تضم اكثر من 5ر4 مليارات من مستعملي الهاتف الجوال و7ر1 مليار مستعمل لشبكة الانترنات. ومن المنتظر ان يشهد هذا العدد زيادة ب 50 بالمائة مع موفى سنة 2013. وتهم هذه الحركة التصاعدية بالخصوص شبكات السعة العالية التي تجاوز عدد المنخرطين فيها في ظرف وجيز من الزمن اكثر من 420 مليون مشترك. وابرز الوزير الاول ما تميز به الظرف الاقتصادى خلال السنوات الاخيرة من تطور ملحوظ ومتواصل على مستوى حجم الاستثمار في هذا القطاع الواعد حيث سجل معدل زيادة سنوية ب 17 بالمائة على الصعيد العالمي على امتداد الخماسية الاخيرة. ومن المنتظر حسب التوقعات ان يتواصل هذا النمو خلال الفترة المقبلة وبالخصوص على مستوى مد الشبكات والخدمات المستقبلية على غرار شبكات السعة العالية جدا القائمة على الالياف البصرية والتي سيسجل الاستثمار فيها تسارعا يقدر بزيادة سنوية ب 30 بالمائة على الصعيد العالمى. التقارب التكنولوجى واندماج الشبكات افرز فضاء اقتصاديا جديدا واعدا وفتح ابوابا رحبة للتجديد والبحث والابتكار وبين ان التقارب التكنولوجى واندماج الشبكات افرز فضاء اقتصاديا جديدا واعدا وفتح ابوابا رحبة للتجديد والبحث والابتكار عبر صناعة البرمجيات واستغلالها وصيانة المعدات والمنظومات الرقمية وقيادة وتسيير الشبكات الداخلية للمؤسسات وتطوير الشبكات التشاركية. وافاد في هذا السياق ان السوق الافريقية اصبحت تستقطب حجما متزايدا من البرامج والاستثمارات وتحقق نتائج مشجعة لتطوير شبكات النفاذ تماشيا والاهداف والتوصيات الصادرة عن القمة العالمية حول مجتمع المعلومات مضيفا ان شبكات الهاتف الجوال قد تضاعفت بصفة حثيثة بما مكن من الرفع في الكثافة الهاتفية بالقارة الافريقية لتبلغ حاليا 40 مشتركا لكل 100 ساكن بعدما كانت لا تتجاوز 9 بالمائة سنة 2004. ولاحظ فى الصدد ذاته ان مسالة تطوير اقتصاد المعرفة ومجتمع المعلومات حسب تقرير الاتحاد الدولي للاتصالات ومنظمة موءتمر الاممالمتحدة للتجارة والتنمية تبقى رهينة اكتساب القدرة الكافية على استحثاث نشر الشبكات المستقبلية. وعبر عن الامل فى ان تساعد المجهودات المبذولة للتقليص من تعريفات الخدمات الاتصالية ولا سيما الانترنات ذات التدفق العالي على سد الفجوة الرقمية وتامين النفاذ للموءسسات والاسر ولكافة شرائح المجتمع مشيرا الى ان مختلف المحاور التي سيتم التعمق فيها خلال هذا المنتدى الدولي ستساعد على رسم مسار طموح للبلدان العربية والافريقية. واكد السيد محمد الغنوشي بالمناسبة سعى تونس الدوءوب لدعم علاقات الشراكة مع سائر البلدان الشقيقة والصديقة والشركات الدولية ورجال الاعمال في مجال الاستثمار وفي تطوير صناعة الذكاء وبناء اقتصاد المعرفة بغية المساهمة النشيطة في مساندة جهود الاممالمتحدة الهادفة الى تجسيم قرارات وتوصيات القمة العالمية حول مجتمع المعلومات والتقليص من الفجوة الرقمية بين البلدان والشعوب. وبين الوزير الاول ان تونس انتهجت مقاربة تحديثية للمجتمع بهدى من الرئيس زين العابدين بن على ترتكز على نشر الثقافة الرقمية معتمدة في ذلك ابعادا متكاملة لتطوير قطاع تكنولوجيات المعلومات والاتصال وبرامج واصلاحات متتالية تهم تعصير البنية التحتية الاتصالية وتوفير الاطار القانوني الملائم وتكوين الموارد البشرية ذات الكفاءة العالية واسناد الحوافز لجعل تونس مركزا اقليميا جاذبا للاستثمار. ولاحظ ان المجهودات المبذولة مكنت من تحقيق نتائج مرموقة حيث اصبحت تكنولجيات المعلومات والاتصال من ابرز القطاعات الاقتصادية في البلاد وهى تشكل محركا اساسيا للتنمية الشاملة اذ تطورت مساهمة هذا القطاع صلب الناتج المحلي الاجمالي لتبلغ 11 بالمائة مقابل 7 بالمائة سنة 2005 . وبلغت الكثافة الهاتفية من ناحيتها ارقاما قياسية على مستوى الهاتف الجوال اذ بلغت نسبة التغطية حوالي 88 مشتركا لكل 100 ساكن. وبين ان سنة 2009 عرفت انطلاق العديد من البرامج الكبرى الرامية الى ادخال مزيد من الحركية على قطاع الاتصالات والخدمات ذات القيمة المضافة العالية. وقد توفقت تونس في اسناد اجازة جديدة لمشغل ثالث لتوفير خدمات الاتصالات القارة والانترنات والخدمات الجوالة من الجيل الثاني والثالث. ولاحظ فى هذا الشان ان نتائج طلب العروض الدولي الصادر لاتمام هذه العملية ابرزت ما تحظى به تونس من ثقة كبيرة لدى المستثمرين الاجانب واوساط المال والاعمال وما تتيحه البلاد من افاق تنموية واعدة. واستعرض فى السياق ذاته سلسلة البرامج والمشاريع الكبرى التي تم انجازها خلال هذه السنة باذن من رئيس الدولة وتتمثل بالخصوص في تشغيل كابل بحرى جديد يربط تونس بالبلدان الاوروبية وبطاقة كبرى لتطوير وتعصير الحركة الاتصالية من هاتف وانترنات وخدمات متنوعة فضلا عن التقليص في كلفة الاتصالات. كما شهدت هذه السنة ادخال تخفيضات متتالية على تعريفات الوصلات الاتصالية الدولية لفائدة الموءسسات . وشهدت تعريفات خدمات الانترنات لفائدة المواطن من ناحيتها تقلصا تجاوز 50 بالمائة خلال هذه السنة بما ساعد على تحقيق تطور سريع فى عدد المشتركين فى شبكة الانترنات ذات التدفق العالي. وتم ايضا فى اطار مزيد تيسير انتصاب الشركات الدولية في البلاد وتوفير الظروف الملائمة للتموقع ضمن الخارطة الاقتصادية الرقمية العالمية تجهيز المناطق الصناعية والمناطق الخدماتية بشبكة من الالياف البصرية التي تمكن المؤسسات العاملة بهذه الفضاءات من النفاذ الى سرعة تدفق عالية تفوق 100 ميغابيت في الثانية. وقدم الوزير الاول بسطة عن المشاريع المبرمجة خلال السنة القادمة ومنها ادخال توسعة كبرى للفضاءات التكنولوجية المعدة لاحتضان الموءسسات العاملة في المجالات الواعدة ولاسيما في مجال نقل الخدمات القائمة على الشبكات والموجهة الى الخارج اذ سيتم توفير 200 000 متر مربع من مركبات تكنولوجية تتوفر بها بناءات عصرية وشبكات متطورة وخدمات سريعة للاستجابة الى الطلبات المتزايدة من قبل الموءسسات الاجنبية والمستثمرين. ومن المؤمل ان تتطور هذه الفضاءات التكنولوجية لتصل طاقتها الى حدود 000 500 متر مربع بما يجعل تونس وجهة تكنولوجية عالمية وقطبا في مجال الانشطة الواعدة. وذكر السيد محمد الغنوشي انه سيتم من ناحية اخرى الشروع في انجاز برنامج طموح فى مجال التكوين المشفوع بالحصول على شهادات المصادقة على الكفاءات في اختصاصات تتعلق بتطوير البرمجيات والتصرف في قواعد المعطيات وانظمة التشغيل وادارة الشبكات والسلامة المعلوماتية. ومن الموءمل ان يتم في مرحلة اولى بلوغ 000 10 متحصل على شهادة المصادقة على الكفاءات في نطاق شراكة فاعلة بين القطاع العام والقطاع الخاص. مجتمع المعرفة والتجديد التكنولوجي يحتل مكانة محورية ضمن توجهات والاهداف البرنامج الانتخابي الرئاسي ولاحظ ان هذه الحركية تندرج في سياق الافاق الواسعة التي يفتحها البرنامج الانتخابي الرئاسي بالنسبة للخماسية المقبلة حيث احتل مجتمع المعرفة والتجديد التكنولوجي واستخدام الانترنات والتقنيات الحديثة مكانة محورية ضمن التوجهات والاهداف الطموحة لهذا البرنامج كما يتجلى ذلك من خلال السعى لتوفير النفاذ للجميع وتطوير السعة العالية لبلوغ مليون مشترك جديد فى شبكة الانترنات ذات التدفق العالي. واكد ان هذا الطموح يبرز ايضا من خلال ايلاء مكانة هامة لاعتماد الاجيال التكنولوجية الجديدة للهاتف الجوال ولادخال الشبكات الراديوية والرفع من سعة ربط البلاد بالشبكة الدولية للانترنات للتدرج من 11 جيغابيت في الثانية فى سنة 2008 الى 27 جيغابيت في الثانية مع موفى هذه السنة و100 جيغابيت في الثانية مع موفى سنة 2014 . واضاف ان الطموحات الكبرى تتجلى من خلال الاهداف المرسومة في باب تطوير المضامين والمحتويات الرقمية عبر انجاز برنامج التلفزة الرقمية لتغطية كافة السكان قبل موفى سنة 2014 بما يساعد على تكثيف البرامج الرقمية الى جانب اعادة توظيف الطيف الترددى المستعمل حاليا لتطوير الخدمات المستقبلية للاتصالات الراديوية ذات السعة العالية جدا. وافاد ان البرنامج الرئاسى ركز على تشجيع الجمعيات والمنظمات على الاستفادة من تكنولوجيا الواب التشاركية وعلى تكثيف البرامج لتامين فرصة رقمية امام الاسرة التونسية بصفة عامة وامام التلاميذ والطلبة بصفة خاصة. وبين انه سيتم فى اطار تعزيز مكانة تونس الرقمية احداث وكالة وطنية للنهوض بالاستثمارات في الاقتصاد الرقمى للاحاطة بالباعثين والموءسسات اضافة الى تجسيم المشاريع المتصلة بالادارة الالكترونية من خلال انجاز الشبكة الادارية المندمجة وتوفير حوالى 200 خدمة ادارية جديدة عن بعد عبر شبكات اتصالية وكذلك عبر ارساء تطوير النظام المعلوماتي للصحة العمومية حيث يتم تركيز شبكة اتصالية حديثة ذات تدفق عال لتحديث الشبكة الوطنية المتكونة من 280 مؤسسة صحية.كما ينتظر ان يتم الرفع في عدد المهندسين ليبلغ حوالى 9000 مهندس متخرج في سنة 2014 . واشار الى ان التحديث والتطوير رهين قدرات الدول على مضاعفة الجهود المبذولة من قبل الحكومات والهيئات الاقليمية والدولية والقطاع الخاص وموءسسات التمويل في اتجاه تعزيز الشراكة وتبادل التجارب حول افضل الطرق لدفع الاستثمار والتجديد واستغلال الفرص المتاحة لتوطيد جسور التعاون والتواصل والتضامن لتقليص الفجوة الرقمية. واعرب عن الامل فى تمثل القمة الافريقية المقبلة التي ستكون مخصصة للنهوض باقتصاد المعرفة ولتكنولوجيات المعلومات والاتصال بالقارة الافريقية اطارا مناسبا لرسم الاهداف الكفيلة بنشر الثقافة الرقمية وتكثيف استخدام التقنيات الحديثة لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المتوازنة والمستدامة. وقد افتتح السيد محمد الغنوشي بالمناسبة المعرض التكنولوجي المقام على هامش هذا المنتدى الذى يشهد مشاركة 60 عارضا يمثلون موءسسات وطنية ودولية ناشطة فى مجال تكنولوجيات الاتصال والمعلومات من تونس وافريقيا واوروبا واسيا وامريكا يوفرون حلولا تكنولوجية فى عديد المجالات.