تونس 2 ديسمبر 2009 (وات) "تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية للجميع، تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة ومجتمعاتهم المحلية في جميع أنحاء العالم" هو شعار اليوم العالمي للمعوقين لسنة 2009 الذي تحييه تونس مع سائر بلدان العالم يوم الخميس الثالث من ديسمبر. وأكد بيان لوزارة الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج أن هذا الاحتفال يعد مناسبة متجددة للوقوف على ما حققته تونس من مكاسب وانجازات رائدة لفائدة الاشخاص المعوقين بفضل العناية التي يوليها الرئيس زين العابدين بن علي لهذه الشريحة من المجتمع وحرصه الثابت على رعايتها والنهوض بها كسائر الفئات تكريسا لمبادىء حقوق الانسان في مفهومها الشامل. وقد تجسمت هذه العناية من خلال التشريعات والبرامج والآليات التي وضعتها تونس لضمان حق الأشخاص المعوقين في الصحة والتربية والتعليم والتشغيل والادماج الاقتصادى والاجتماعي. وجاء القانون التوجيهي للنهوض بالاشخاص المعوقين وحمايتهم الصادر في اوت 2005 مكرسا لهذه النظرة الشاملة لمخلتف المجالات المتعلقة برعاية المعوقين وحمايتهم ليتعزز بمصادقة تونس على الاتفاقية الدولية لحقوق الاشخاص ذوي الإعاقة (ديسمبر 2006). كما حرصت تونس على مزيد استغلال تكنولوجيات الاتصال والتواصل الحديثة لدعم ادماج الاشخاص المعوقين في الحياة العامة وتيسير وصولهم للخدمات وتحقيق استفادتهم من الوسائل الرقمية الحديثة حيث تم تجهيز مراكز التربية الخاصة والتأهيل بوحدات إعلامية ملائمة لذوي الإعاقة. وتدعمت هذه الوحدات بمشروع توظيف التكنولوجيات الحديثة لفائدة الأشخاص المعوقين الذي تم فى إطاره إحداث خلايا بمختلف الولايات لتطوير الاداء التربوي للأطفال المعوقين بالاعتماد على برمجيات بيداغوجية واجهزة مهيأة وتركيز وحدات خدمات إدارية عن بعد. ويتجلى الاهتمام المتزايد فى تونس بموضوع الادماج المهنى والاقتصادى لهذه الفئة من خلال اقرار برنامج خصوصي لتشغيل الأشخاص المعوقين وإحداث جائزة رئيس الجمهورية لإدماج ذوي الإعاقة إضافة إلى دعم فرص انتفاعهم بمختلف الآليات المتاحة بالمنظومة العادية للتشغيل والعمل المستقل. وتسهم مختلف مكونات المجتمع المدني الناشطة في مجال الإعاقة وفي مقدمتها جمعية بسمة للنهوض بتشغيل المعوقين التي ترأسها السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية فى معاضدة جهود الدولة من خلال الاحاطة بهذه الفئة والعمل على ادماجها في مختلف مجالات الحياة فضلا عن دورها المتميز في توظيف الإعلامية والتكنولوجيات الحديثة للاتصال لترسيخ حق حاملى الاعاقة في النفاذ الى مجتمع المعلومات. وقد سجل النسيج الجمعياتي فى هذا المجال منذ تحول السابع من نوفمبر 1987 تزايدا ملحوظا لعدد الجمعيات من 14 الى 96 جمعية وعدد فروعها من 77 الى 230 فرعا وارتفاع عدد مراكز التربية الخاصة والتأهيل من 77 الى 279 مركزا بما رفع عدد المستفيدين من خدمات هذه المراكز الى جانب انتفاعهم بالبرامج الاجتماعية الاخرى. وقد فتح البرنامج الانتخابي للرئيس زين العابدين بن على للفترة 2009-2014 افاقا جديدة من خلال ما تضمنه من خطط واجراءات عديدة ترسخ الصبغة الشمولية لسياسة النهوض بالأشخاص المعوقين وحمايتهم والارتقاء بهم من طور المساعدة الى طور الادماج وحفظ كرامتهم ومساعدتهم على الانخراط في الحياة العامة. ومن أبرز هذه الاهداف وضع خطة وطنية للوقاية من الاعاقات الظاهرة منذ الولادة او المكتسبة وتوسيع شبكة المؤسسات العاملة في مجال الوقاية من الاعاقة والادماج الاجتماعي وتحفيز القطاع الخاص على الاستثمار في المجال والتشجيع على الاعتناء بالمعوق في الوسط الأسري. كما نص برنامج رئيس الجمهورية للمرحلة القادمة على وضع خطة جديدة لدعم الادماج المدرسي للمعوقين وتطوير منظومة التربية والتكوين الخاصة بهم وانجاز الخطة الوطنية لتهيئة المحيط لفائدة المعوقين وتعزيز ادماجهم في الحياة المهنية والاجتماعية.