كشفت مصادر مطلعة ل"الشروق"، أن عددا كبيرا من الشيعة في الجزائر، بدأوا في شد الرحال نحو مدن تونسية عديدة على غرار القيروان، المهدية، قفصة، قابس، لإحياء عيد الغدير وهو أهم الأعياد لدى الطائفة الشيعية . وأوضحت مصادر متابعة لملف التشيّع في الجزائر، أن عددا مهما من معتنقي المذهب المذكور، خاصة القاطنين في الولايات الشرقية كباتنة وقسنطينة وسطيف، وحتى ولايات أخرى كالعاصمة معسكر ووهران، قرروا إحياء مناسبة عيد الغدير في الحسينيات المنتشرة في عدد من المدن التونسية، وعيد الغدير هو أهم أعياد الطائفة الشيعية، ويُحتفل به في اليوم ال18 من ذي الحجة في كل عام هجري، وهو ما يوافق هذه السنة يوم الثلاثاء، وذلك إحياء لليوم الذي يقول المتشيعون إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم خطب فيه خطبة يزعمون أنه عيَّن فيها عليا بن طالب مولًى للمسلمين من بعده، وذلك في أثناء عودة المسلمين من حجة الوداع إلى عاصمة الخلافة بالمدينةالمنورة، في مكان يُسمى ب"غدير خم". ويستدل الشيعة بتلك الخطبة، على أحقية علي بالخلافة والإمامة بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، في حين يرى أهل السنة أنه قد بيّن فضائل ومكانة الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، من دون أن يتعداه إلى ما يزعمه الشيعة. وأوضحت مراجع "الشروق"، أن حسينيتا مدينتي القيروان والمهدية ستشهدان أكبر توافد للشيعة الجزائريين، بحكم الطابع التاريخي للمدينتين، خاصة مدينة المهدية، التي أسس بها عبيد الله المهدي في القرن العاشر الميلادي الدولة الفاطمية، وهي أول دول شيعية في التاريخ الإسلامي، وكانت المدينة المذكورة عاصمة لخلافة هؤلاء قبل أن يتم نقلها إلى القاهرة. ويرى متابعون لحركة التشيع في البلاد، أن لجوء أتباع الطائفة لتونس لإحياء عيد الغدير يرجع إلى الحرية الكبيرة التي يتمتع بها نظراؤهم في الجارة الشرقية للجزائر، إذ أنهم ينشطون بطرق قانونية ومنذ عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، وذلك ضمن ثلاث جمعيات مرخصة، أقدمها وأكثرها تأثيرا جمعية "أهل البيت عليهم السلام" الثقافية، والتي يرأسها أحد قادتهم وهو عماد الدين الحمروني، كما يقود الطائفة هناك مبارك بغداش وهو قيادي سابق في حركة النهضة التونسية. كما أن إحياء "شيعة الجزائر"، الاحتفالات الدينية في تونس سيجنبهم المراقبات الأمنية، وحتى الشعبية التي مازالت غير متقبلة لوجود الشيعة في الوطن، حيث يعتبرون خطرا على التجانس المذهبي بين الجزائريين، ويؤكد عديد المطلعين على ملف التشييع أن مرجعيات شيعية إيرانية، وعراقية تحضر في مثل المواسم إلى تونس، حيث تعطى لمعتنقي المذهب توجيهات حول كيفية نشر مذهبهم بشتى الطرق، بداية من صفحات الفيسبوك وانتهاء بالاتصال المباشر بالجمهور، كما يؤمرون باتخاذ مواقف سياسية معينة كلها تصب في خانة التأييد للسياسيات الإيرانية في المنطقة، وذلك من خلال الضغط على صناع القرار، خاصة في تونس التي لا يزال الوضع السياسي فيها هشا منذ ثورة الياسمين.