تتزامن زيارة رئيس الجمهورية، الباجي قايد السبسي، إلى بروكسال يوم 01 ديسمبر 2016، وهي الزيارة الأولى من نوعها لرئيس تونسي إلى مؤسسات الاتحاد الأوروبي، مع الاحتفال بالذكرى الأربعين لأول اتفاق تعاون مبرم بين الجانبين التونسي والأوروبي سنة 1976. وتُبرز سلسلة اللقاءات التي أجراها رئيس الدولة خلال هذه الزيارة، إرادة مشتركة على أعلى مستوى لبدء مرحلة جديدة من العلاقات الاستراتيجية كما تعكس، على حدّ سواء، عمق الروابط التي تجمع الطرفين ومكانة الاستثناء الديمقراطي التونسي في الجوار الجنوبي. إنّ التعاون بين الجانبين سوف يركز على السبل الكفيلة بدفع عجلة النمو الاقتصادي للحد من البطالة، خاصة في صفوف الشباب، فضلا عن تقليص الفوارق بين الجهات. وتحقيقا لهذه الغاية، فإنه سيتم تعزيز النهوض بمناخ الاستثمار والأعمال بما يسمح للقطاع الخاص التونسي، بما في ذلك الشركات الصغرى والمتوسطة، والمستثمرين الأجانب، بتطوير نشاطهم وخلق فرص عمل جديدة. كما يؤكد الجانبان على أهمية مشروع الربط الكهربائي بين تونس وإيطاليا"ELMED" الذي يندرج في إطار سياسة تونس الطاقية وتيسير اندماجها في سوق الكهرباء الأورو-متوسطي، إضافة إلى قدراتها لإرساء روابط أوثق بين المنطقتين. و تمّ الاتفاق على تكثيف التعاون من أجل تحديد كل الفرص الممكنة والمتاحة للشباب في إطار برنامج "الشراكة التونسية الأوروبية الخاصة بالشباب" وذلك عبر وضع مبادرات وبرامج في قطاعات التشغيل والتكوين المهني والثقافة والبحث العلمي الموجهة للشباب. وفي هذا السياق، تمّ الاتفاق على تكثيف التبادل بين الجامعات حيث سينتفع سنويا حوالي 1500 طالب وشاب وموظفين من الجامعات من تونس بالبرامج الأوروبية المعدة في الغرض على غرار"Erasmus"، هذا بالإضافة إلى تشجيع الحوار والتبادل الثقافي بين الجانبين بالتعاون مع المجتمع المدني.