يواجه تنظيم الدولة معارك في معاقله ومراكز ثقله ومن أطراف متعددة في العراقوسوريا كان أخرها معركة تحرير مدينة الموصل العراقية ومدينة الباب السورية تسببت بخسائره لتلك المناطق. وبلغت الحرب على التنظيم ذروتها بعملية استعادة الموصل وهي أكبر مدينة تقع تحت قبضته، حيث أعلن رئيس الوزراء العراقي بدأ الهجوم عليها بتاريخ 17 أكتوبر الماضي وحتى الأن والتي تجري بالتزامن مع عملية "غضب الفرات" التي تشنها "قوات سوريا الديمقراطية" باتجاه الرقة في سوريا، وعملية "درع الفرات" المدعومة من تركيا شمال وشرق مدينة حلب. تلك العمليات والخسائر المتتالية تنظيم الدولة طرحت تساؤلات حول قوة التنظيم ومدى انحسار نفوذه. المحلل العسكري والاستراتيجي اللواء فايز الدويري، بين أن التنظيم يتعامل مع العراقوسوريا كمسرح عمليات واحد ويخطط على هذا الأساس، مبينا أن مراكز الثقل الاستراتيجية المحددة للتنظيم هي الرقة والموصل. وأوضح الدويري أن التنظيم يخوض معارك من أجل الحفاظ على مراكز الثقل، لافتاً أنه يعزز إمكانيات صموده في الرقة والمناطق الأخرى بعدما رأى اشارات واضحة على خسارة معركة الموصل. وأشار أن المعارك العسكرية ضد التنظيم في العراق تختلف عن سوريا لوجود قوى واضحة ومحددة الأهداف كالقوات العراقية والمليشيات التابعة لها والبشمركة بالإضافة لقوات التحالف والمستشارين العسكريين، مشيراً أن سوريا توجد بها أطراف مختلفة الأجندة والأهداف وتفتقر للتنسيق بينها وهو ما يتيح للتنظيم من تعويض خسائره والصمود. وأضاف المحلل العسكري أن التنظيم يوازن بين عملياته العسكرية وأهدافها الاستراتيجية، مبيناً أنه يحاول تعويض خسائره من خلال السيطرة على مناطق جديدة في سوريا ومن أجل حماية الرقة لأنه يرى الموصل قاب قوسين او ادني من السقوط. ورأي أن سقوط الرقة والهجوم عليها ليس بالأمر السهل نظراً لافتقاد التنسيق بين القوى المختلفة ولضعفها، مبيناً أن حجم قوة سوريا الديمقراطية لا يسمح لها بالسيطرة على الرقة والمدينة ليست من أولويات النظام السوري أو تركيا. وأكد الدويري أن تلك العوامل تساعد التنظيم، لافتاً أن النظام السوري يحاول اطالة المواجهات في المناطق الخاضعة للتنظيم لتقليل خسارته وللتفرغ لمناطق أخرى أكثر أهمية بالنسبة له. وتمكنت فصائل "درع الفرات" اليوم الخميس وبدعم من الجيش التركي من السيطرة على كامل مدينة الباب كبرى معاقل تنظيم "الدولة" في ريف حلب بعد انهيارات كبيرة في صفوف التنظيم. أما الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية، فأكد أن عملية الموصل فصلت بين مسرح العمليات العراقية والسورية، مبيناً أن القوى المسلحة في سوريا تفتقد للقدرة على مواجهة التنظيم والقضاء عليه لتشتت القوى وتعارضها. وأوضح هنية أن التنظيم بدأ بالانحسار في العراق لكنه يحافظ على ثباته وصموده في سوريا مستغلاً انشغال النظام السوري وبعض الأطراف بعمليات أخرى. وأشار أن إيران وروسيا تحاولان الحفاظ على "سوريا مفيدة" وهي تمتد من دمشق إلى ريفها فحمص في الوسط إلى حماة ربطاً بالساحل السوري، مما يجعل الرقة والبادية والمناطق الخاضعة للتنظيم خارج أولوياتها ومؤجلة حتى تتوصل لخطة. وبين الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية عدم وجود خطة حقيقة لمهاجمة التنظيم لدى الأطراف المسلحة بسوريا باستثناء قوات سوريا الديمقراطية التي وهي غير قادرة على انجاز حقيقي لمحدودية قدراتها. وأضاف أن الاستقطاب لدى التنظيم من الخارج وصل لأدنى مستوى له جراء العمليات ضده وحصاره وتشديد الإجراءات الأمنية واغلاق الحدود التركية، لافتاً أنه يحاول تعويض نقص عناصره داخلياً من المناطق الخاضعة له. ولفت هنية أن النظام السوري وبعض الأطراف ترى في مواجهة التنظيم مكلفة وتحتاج لقدرات كبيرة، مشيراً أن النظام ولا يريد وضع كل إمكاناتها في مواجهته. وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في قوت سابق انطلاق عمليات تحرير الجانب الأيمن من مدينة الموصل من قبضة تنظيم الدولة.