كشفت صحيفة ألمانية عن تفاصيل جديدة حول الهجوم على أحد أسواق أعياد الميلاد (كريسماس) وسط العاصمة الألمانية برلين الذي أسفر عن مقتل 12 شخصا. وحسب (د.ب.أ) أوضحت صحيفة "بيلد أم زونتاج" الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر اليوم الأحد أن المكتب المحلي لمكافحة الجرائم بولاية شمال الراين-فيستفاليا الألمانية حذر بالفعل وزارة الداخلية المحلية بالولاية في شهر مارس عام 2016 من احتمالية أن التونسي أنيس العمري، منفذ هجوم برلين، كان يخطط لهجوم. وبحسب الصحيفة، جاء في الخطاب الذي وجهه مكتب مكافحة الجرائم للولاية المحلية حينها أنه "وفقا للمعلومات الموثوقة والمتاحة حتى الآن يمكن توقع أن يصدر من العمري خطر إرهابي في شكل هجوم (انتحاري)". وأضافت الصحيفة أنه لهذا السبب اقترح المكتب المحلي لمكافحة الجرائم ترحيل للعمري نقلا عن "سبوتنيك"، وتابعت أنه كان جاء في الخطاب أيضاً محادثة دردشة تعود ليوم 2 فيفري عام 2016، وقدمت للمحققين حينها إثباتا على خطورة العمري. وكان العمري صرح في المحادثة بعزمه على تزوج "أخت" في ألمانيا، وعندما لم يفهم شريكه في المحادثة ذلك، استخدم العمري كلمة "دوجما"- التي تعني بحسب العاملين بالمكتب الاتحادي لمكافحة الجرائم "كناية عن عملية انتحارية". وعلى الرغم من ذلك لم يتم الأمر بترحيل العمري؛ إذ خلصت وزارة الداخلية المحلية لولاية شمال الراين-فيستفاليا إلى أن الترحيل غير قابل للتنفيذ من الناحية القانونية. وكان الوزير المحلي للولاية قال أكثر من مرة بعد الهجوم إن الأمر بالترحيل لم يكن ممكنا من الناحية القانونية، ولكن التفاصيل الجديدة التي تم الكشف عنها يمكن أن تعرض الوزير المحلي للمزيد من الضغط حاليا، ومن المقرر أن يدلي بشهادته يوم الأربعاء القادم أمام لجنة التحقيق الخاصة بحالة العمري بالبرلمان المحلي للولاية. ويندرج ضمن المدعوين للإدلاء بشهادتهم أمام اللجنة إلى جانب الوزير، كل من وزير الداخلية الاتحادي ورئيسة حكومة الولاية والمدعي العام الاتحادي ورئيس الاستخبارات المحلية بالولاية للإدلاء بشهادتهم أمام اللجنة خلال الأسبوع. ومن جانبه قال رئيس حزب المستشارة الألمانية آنغيلا ميركل في تصريحات للصحيفة الألمانية "إن هذه التسريبات الجديدة تعد كارثية"، إلى أن الوزير المحلي للولاية يعد "مصر خطر أمني بالنسبة للمواطنين في جميع أنحاء ألمانيا". يذكر أن العمري قام بهجوم دهس بشاحنة في أحد أسواق أعياد الميلاد (الكريسماس) وسط العاصمة الألمانية برلين يوم 19 ديسمبر الماضي، ما أودى بحياة 12 شخصا على الأقل وإصابة 50 تقريبا. وكان العمري قد أقام قبل ذلك لمدة عام ونصف تقريبا في ألمانيا، واستخدم أكثر من عشرة هويات مزورة، وتم تصنيفه كمصدر خطر على الأمن العام في ألمانيا، وتم مراقبته من جانب الشرطة، وتم احتجازه لفترة قصيرة إلا أنه أطلق سراحه بعد ذلك. وعلى الرغم من كل ذلك استطاع تنفيذ الهجوم الإرهابي.