بقي الاستثمار الصناعي بمعتمدية الحامة ضعيفا رغم الثروات الطبيعية التي تزخر بها هذه المنطقة المدرجة ضمن المعتمديات التي تتمتع بامتيازات التنمية الجهوية مما زاد في استفحال البطالة وكان سببا في مطالبة مكونات المجتمع المدني بالحامة منذ سنوات بتهيئة منطقة صناعية بأرض كائنة بالفجيج بطريق منزل الحبيب تمسح 50 هكتارا بما يوفر للصناعيين مقاسم تتوفر فيها كل المرافق التي يحتاجونها. في هذا الصدد، عبر مسؤولون من ادارة شركة القطب التصرف في القطب الصناعي والتكنولوجي بقابس التي اوكلت اليها مهمة انجاز هذا المشروع في جلسات عديدة عن عدم قدرة الشركة على تهيئة هذه المنطقة بسبب الضائقة المالية التي تعيشها منذ سنوات بعد ان تم الحط من رأس مالها من 20 الى 5 مليون دينار، وفق ما ورد في وكالة تونس افريقيا للأنباء. وقد اقترحت إدارة الشركة وعدد من مكونات المجتمع المدني بالجهة، في مناسبات عديدة، أن تقوم الوكالة العقارية الصناعية بتهيئة المنطقة الصناعية بالفجيج خاصة وانه لا توجد لهذه الوكالة أي تدخلات خارج مدينة قابس وان الحاجة ملحة لتهيئة مقاسم صناعية بالمعتمديات التي تتمتع بامتيازات التنمية الجهوية لما تلقاه هذه المناطق من اهتمام من قبل المستثمرين من داخل البلاد وخارجها. ويرجع كثيرون ضعف المشاريع الصناعية المنجزة بولاية قابس مقارنة بنوايا الاستثمار المسجلة إلى أسباب عديد من بينها بالخصوص الافتقاد لمناطق صناعية بالمعتمديات التي تتمتع بامتيازات التنمية الجهوية ومن بينها معتمدية الحامة. يشار إلى أن عدد المشاريع المصرح بها خلال سنة 2017 لدى الإدارة الجهوية للصناعة والتجديد بقابس قد بلغ 68 مشروعا باستثمارات جملية تفوق 166 مليون دينار تمكن من إحداث 818 موطن شغل، فيما بلغ عدد المشاريع المصرح بها في مجال الخدمات 158 مشروعا باستثمارات تفوق 44.7 مليون دينار تساعد على إحداث 542 موطن شغل. في المقابل، بلغ عدد المشاريع الصناعية التي دخلت طور الإنتاج بولاية قابس خلال السنة الفارطة 8 مشاريع باستثمارات جملية قاربت 10.6 مليون دينار مكنت من إحداث 65 موطن شغل، أما في مجال الخدمات المتصلة بالصناعة فقد شهدت الجهة خلال سنة 2017 دخول 4 مشاريع طور النشاط باستثمارات جملية بلغت 744 ألف دينار مكنت من إحداث 62 موطن شغل.
