تسعى روسيا لتغيير موازين القوى ليس العسكرية فحسب، بل تطرق الأمر لقوى العملات الأجنبية حينما قررت بيع النفط بالبروبل بدلا من الدولار. قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، إن موسكو قررت تحويل مدفوعات إمدادات الغاز نحو أوروبا إلى عملة الروبل في أسرع وقت ممكن. وتابع: "الدولار عملة لا يمكن الوثوق بها". وأصدر بوتين، تعليمات للبنك المركزي ومجلس الوزراء "لتحديد إجراءات المعاملات مع أوروبا بالروبل الروسي في غضون أسبوع". الغاز الروسي "شريان الحياة" لأوروبا.. هل ينسد ويُستبدل؟ وأكد الرئيس الروسي أن بلاده ستواصل توفير إمدادات الغاز بحسب العقود المبرمة، على الرغم من اتخاذ عدد من الدول "قرارات غير قانونية" بتجميد أصول روسيا. ضربة قاضية يبدو أن الدولار سقط بالضربة الفنية القاضية خلال تعاملات الأربعاء مقابل الروبل الروسي الذي قفز إلى أعلى مستوياته أمام العملة الأمريكية من مطلع مارس/آذار الجاري. جاء الارتفاع المفاجئ للروبل الروسي مقابل الدولار بعد القرار الطارئ الي اتخذه الرئيس فلاديمير بوتين بشأن تحويل مدفوعات إمدادات الغاز نحو أوروبا إلى عملة الروبل في أسرع وقت ممكن. وتمد روسيا العالم بنحو 12% من احتياجات البترول، بينما تبلغ نسبة الغاز الطبيعي 17%، تذهب نسبة كبيرة منه تذهب إلى أوروبا. وتعد روسيا ثاني أكبر مُصدر للنفط في العالم، وتنقل نحو 7 ملايين برميل في اليوم من النفط ومشتقاته. وتشير بيانات "Eurostat" إلى أن روسيا تمد أوروبا بنحو 41% من إمدادات الغاز الطبيعي التي تستوردها من العالم. وكانت أمريكا ودول أوروبا فرضت عقوبات مالية على شخصيات روسية جراء حربها على أوكرانيا، كما تضمنت العقوبات حظر أمريكا استيراد النفط الروسي ومشتقاته، كما استبعدت بنوكًا روسية من نظام سويفت المالي العالمي. وكانت روسيا قد أعلنت عن قائمة للدول غير الصديقة ضمن أمريكا ودولًا من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا. الروبل الآن ارتفع سعر الروبل الروسي في سوق الصرف الأربعاء بعد إعلان الرئيس فلاديمير بوتين اعتزام بلاده الحصول على قيمة مبيعاتها من الغاز الطبيعي إلى الدول التي وصفها بأنها "غير صديقة" بالروبل وليس بأي عملة أخرى. وأشارت وكالة بلومبرج للأنباء إلى أن حركة العملة في سوق الصرف المحلية الروسية ضعيفة بسبب نقص السيولة. وارتفع سعر الروبل بنسبة 3% بعد أن كان قد ارتفع بأكثر من 8% مرتين خلال التعاملات. ومن سقوط الروبل إلى أدنى مستوياته على الإطلاق مقابل الدولار في مطلع مارس/آذار حينما نزل إلى مستويات قرب ال160 روبل للدولار، دخل الروبل في موجة من الارتفاعات بفعل قرارات الإنعاش الروسية.
