نظرا إلى التعهدات الحالية لمكافحة انبعاثات غازات الدفيئة، حذرت الأممالمتحدة في تقرير جديد من أن الاحترار المناخي قد يصل إلى 2,6 درجة مائوية بحلول نهاية القرن. ووفق ما تضمن تقرير برنامج الأممالمتحدة للبيئة، فإن الدول لا تلتزم بتعهداتها والمسار الحالي يؤدي إلى ارتفاع حرارة الأرض ب2,8 درجة مائوية. والمساران يؤديان إلى احترار أعلى من هدف اتفاق باريس للمناخ لحصر ارتفاع درجة الحرارة بمعدل "أدنى بوضوح" من درجتين مئويتين، وإذا أمكن 1,5 درجة. ومن أجل حصر ارتفاع حرارة الأرض ب1,5 درجة مائوية، يجب تقليل الانبعاثات بنسبة 45 % مقارنة بالمستويات الحالية، وفق التقرير. غير أن التعهدات المناخية الأخيرة (المعروفة ب"المساهمات المحددة على المستوى الوطني") ستساهم في خفض الانبعاثات بنسبة 5 % بحلول العام 2030 مقارنة بما هي عليه اليوم مع التعهدات غير المشروطة وبنسبة 10 % مع التعهدات المشروطة بتمويل أو إجراءات خارجية. من ناحية الاحترار، تُترجم "المساهمات المحددة على المستوى الوطني" في إعطاء "فرصة بنسبة 66 % لحصر الاحترار ب2,6 درجة مائوية بحلول نهاية القرن". وتعطي "المساهمات المحددة على المستوى الوطني" المشروطة نتيجة أفضل قليلا تحصر الاحترار ب2,4 درجة مائوية، لكنها أعلى بكثير من هدف اتفاق باريس المناخي الذي أبرم عام 2015. ومع أخذ التزامات "الحياد الكربوني" التي ضاعفتها البلدان أخيرا في الاعتبار، يمكن حتى حصر الزيادة إلى 1,8 درجة مائوية والاقتراب من الهدف الذي حدده اتفاق باريس. لكن "هذا السيناريو غير مقنع حاليا"، بحسب التقرير الذي يشير إلى "التباينات" بين الوعود التي قُطعت والنتائج التي تم الحصول عليها. ويذكر أنه خلال مؤتمر المناخ "كوب26" الأخير الذي نظم عام 2021 في غلاسغو، التزم موقعو الاتفاق أن يراجعوا التزاماتهم سنويا - بدلا من كل خمس سنوات - بشأن مكافحة الانبعاثات. لكن الاستجابة كانت "غير كافية بشكل رهيب" بحسب التقرير، إذ أرسلت 24 دولة فقط مساهماتها الوطنية الجديدة أو المعدلة بحلول الموعد النهائي في 23 أيلول/سبتمبر، في الوقت المناسب للنظر فيها في مؤتمر "كوب27".