حذر خبراء في مجال تغير المناخ من تصاعد خطر الوفيات المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية في ضوء ازدياد درجات الحرارة نتيجة التغير المناخي العالمي خلال النصف القرن القادم. توقع العلماء أنه في حال عدم نجاح الجهود المبذولة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، ستشهد الحالات الوفاة المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والتي تتأثر بالارتفاعات الحرارية، زيادة تصل إلى نسبة تصل حتى 233 % خلال الفترة الممتدة بين 13 و47 عامًا قادمة. ارتفاع درجات الحرارة تزيد من معدل الوفيات كشفت دراسة قام بها فريق بحث في جمعية القلب الأمريكية أن هناك زيادة ملحوظة في معدلات الوفيات بين كبار السن، حيث يمكن أن يصل معدل الوفيات الناتجة عن أمراض القلب والأوعية الدموية في الولاياتالمتحدة إلى أكثر من ضعف معدلات الوفيات الحالية. يُعزى هذا التصاعد في الوفيات إلى ارتفاع درجات الحرارة. وشددت الدراسة على ضرورة اتخاذ سياسات أشد حزمًا للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، وذلك لتقليل عدد الوفيات المرتبطة بالارتفاعات الحرارية. يُذكر أن الولاياتالمتحدة تشهد حاليًا حالة وفاة واحدة كل 33 ثانية نتيجة لأمراض القلب والأوعية الدموية، والتي تشمل مجموعة من الحالات التي تؤثر على القلب والأوعية الدموية. الحرارة الشديدة تؤثر على الصحة العامة أوضحت الدراسة أن مسار انبعاثات غازات الدفيئة في العقود المقبلة سيلعب دورًا حاسمًا في تأثير ظروف الحرارة الشديدة على الصحة العامة. بحيث تبين أن ظروف الحرارة الشديدة بالولاياتالمتحدة بين عامي 2008 و2019 قد أسفرت عن وفاة إضافية بلغت 1651 حالة وفاة ناتجة عن أمراض القلب والأوعية الدموية كل صيف. وقام الفريق البحثي الذي أُجريت الدراسة بالتعاون مع جامعة بنسلفانيا بتحليل بيانات كل مقاطعة على حدة في الولاياتالمتحدة من عام 2008 إلى عام 2017. وجدوا ارتباطًا واضحًا بين زيادة عدد أيام الحرارة الشديدة وزيادة معدل الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية. وأُشير إلى أن هذه البيانات السابقة قد شكلت أساسًا للدراسة الحالية، حيث تم استخدام نماذج لتوقع انبعاثات الغازات الدفيئة في المستقبل، بالإضافة إلى الاتجاهات المتوقعة في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية للسكان في الولاياتالمتحدة في الفترة من عام 2036 إلى 2065.
