يستقطب مسلسل ناعورة هواء الذي تبثه القناة الوطنية الأولى، وحسب ما تظهره بيانات شركة "سيقما كونساي" 3,7بالمائة فقط من نسب المشاهدة أي حوالي 300 ألف متابع و هي نسب متواضعة جدا مقارنة بما تحقّقه سلسلة "نسيبتي العزيزة" 29.7 بالمائة بأكثر من مليونين و نصف المليون متابع و مسلسل "مكتوب 4" بنسبة 26.7 بالمائة بأكثر من مليونين متابع، حيث يتصدران نسب المشاهدة الأعلى، منذ بداية شهر رمضان. مسلسل "ناعورة الهواء" هو الإنتاج الأضخم لمؤسسة التلفزة الوطنية بتكلفة تقارب المليارين، على امتداد 20 حلقة، قصة لرياض السمعلي وسيناريو وحوار كل من نزلي فريال القلال وسناء البوعزيزي وإخراج مديح بالعيد ويضم ثلة من كبار نجوم الدراما التونسية على غرار فتحي الهداوي، ريم الرياحي، وخالد هويسة، وأحمد الحفيان وسوسن معالج، ورؤوف بن عمر، ومحمد علي بن جمعة، وجمال المداني، ونصر الدين السهيلي وتوفيق البحري والشاذلي العرفاوي، و يؤكد المنتج نجيب عياد انّ أكثر من 140 ممثلا تونسيا من بينهم قرابة ال60 نجما شاركوا في المسلسل الذي تتطلب أحداثه كما كبيرا من الممثلين. "ناعورة الهواء" و رغم هذه الاعتمادات الضخمة لم ينجح و منذ حلقاته الأولى في شد المشاهد، و يعدو ذلك وحسب تقديرات النقاد إلى تعوّد المشاهد التونسي على نمط المسلسلات الهزلية خاصة خلال شهر رمضان، على غرار "نسبيتي لعزيزة 4" و التي حققت نجاحا باهرا منذ موسمها الأول ، كما افتك مسلسل "مكتوب4" الذي يتزامن بثه على "قناة التونسية" مع بث مسلسل "ناعورة الهواء" اهتمام المشاهد ، خاصة مع الاستراتيجية الناجحة التي انتهجها سامي الفهري في تقديم البرمجة الرمضانية ، من خلال نمط مسترسل و مترابط بين برنامج "دليلك ملك" و الذي يستأثر ب22.9 بالمائة من نسبة المشاهدة بأكثر من 2 مليون متابع و بين مسلسل "مكتوب 4". في حين تبث التلفزة الوطنية الأولى مسلسل "ناعورة الهواء" تبعا للنشرة الرئيسية للأنباء ،هذه الاخيرة و التي تستأثر بنسب مشاهدة ضعيفة 4.4 بالمائة. مسلسل "ناعورة الهواء" يتكوّن من اكثر من 1000 ساعة تصوير، وفق ما أكده مصطفى بن لطيف الرئيس المدير العام الجديد للتلفزة التونسية، و يحمل على اختلاف و تنوّع مشاهده،عدد لا بئس به من مشاهد العنف و الدم و الجريمة، سيناريو يختلف عن سيناريوهات المسلسلات التونسية السابقة وهي وجبة دسمة من القضايا الإجرامية و قضايا الدعارة المنظمة والاتجار بالأعضاء والتحرش الجنسي والمخدرات، يقول عنها المتابعون أنها احد أسباب فشل المسلسل في استقطاب المشاهدين ، خاصة و أن الجانب الدرامي غاب في الحلقات الاولى من المسلسل و طغى الجانب البوليسي و الإجرامي، رغم أن مديح بالعيد مخرج العمل يقول في احد التصريحات، إنّ المسلسل يظهر انّه بوليسي ولكن في الحقيقة فيه جانب درامي، مشيرا في ذات السياق أنّ أحداثه لا تدور فقط في الأحياء الراقية وإنّما أيضا في "الحومة العربي". من ناحية أخرى وجّه عدد من ابناء مؤسسة التلفزة الوطنية عدة أنقادات لهذا المسلسل الذين اعتبروا ان العمل لا يرتقي للمستوى المطلوب الى جانب عدم استجابته للشروط الفنية المتعلقة بجودة الصوت والصورة والمونتاج، حيث طالب محمد السعيدي الكاتب العام للنقابة الاساسية لأعوان التلفزة الوطنية من إدارة التلفزة الوطنية بالتحرك وفتح تحقيق جدي وعاجل في مسلسل" ناعورة الهواء ". واعتبر السعيدي ان الحلقات الاولى من المسلسل المذكور كشفت عديد الاختلالات المتعلقة بالمستوى الفني للإنتاج وجودة الصورة وهو ما يستدعي- وفق رأيه - فتح تحقيق عاجل واتخاذ الاجراءات اللازمة لمحاسبة المنتج المنفذ على قيمة الصفقة التي ابرمها مع التلفزة الوطنية ومعرفة ان كان المنتوج يستجيب لقيمة الصفقة.
