صدر للمؤرخ عبد الجليل التميمي، في شهر جانفي 2021، كتاب جديد باللغتين العربية والفرنسية، بعنوان "وثائق جديدة حول الثورة العربية الكبرى ودراسات أخرى حول تونس في العهد المعاصر"، عن منشورات مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات. ومن بين موضوعات هذا الكتاب "وثائق وإشكاليات جديدة حول تاريخ المغرب والمشرق مع ملفات ودراسات مكملة" و"ديناميكية الحركة الإصلاحية بتونس وفلسفة الحداثة وفعلها التاريخي"، و"نشاط صالح بن يوسف من أجل القضية التونسية على ضوء رسالة جديدة موجهة إلى أحد المسؤولين في المخابرات الإيطالية سنة 1952". و"المغاربيون في القاهرة في الأربعينات، خلافاتهم وعلاقاتهم مع الدوائر الرسمية المصرية"، و"الحراك النضالي الوطني التونسي قبيل الاستقلال من خلال أربع رسائل تنشر لأول مرة"، "أي مستقبل للبحث العلمي في العلوم الإنسانية والاجتماعية في الفضاء المغاربي اليوم؟"، و"بداياتي الصعبة في الجامعة التونسية منذ 1972"، و"اختراق وشجاعة محمد مزالي لنواميس وتقاليد الجامعة التونسية وملابسات انتدابي كأستاذ مساعد بها". و"وثيقة جديدة حول المستقبل الجيوسياسي لتونس بعد الحرب العالمية الثانية". ومن فصول الكتاب باللغة الفرنسية "سياسة الاتحاديين الأتراك في بلاد الشام والثورة العربية سنة 1916 دراسة ووثائق". وأشار التميمي في تقديمة للكتاب إلى أنّه عثر خلال مسيرته البحثية على مئات الوثائق الهامة بأرشيفات مختلفة من باريس حيث أرشيف الخارجية الفرنسية إلى أرشيف رئاسة الوزراء باسطنبول وأرشيف الخارجية البريطانية بلندن، كما استلم عددا وافرا من الوثائق ذات الصبغة الخاصة نشرها في هذا الكتاب. وقال التميمي إن مجمل التقارير والوثائق الجديدة التي نشرها حول الثورة العربية لسنة 1916، تكتسي بعدا استثنائيا. بما يسمح تلقائيا بالتوقف حول مواقف فرنسا وبريطانيا تجاه العرب المشرقيين الذين تم التلاعب بهم ودغدغة عواطفهم القومية بالتظاهر والموافقة بإنشاء الدولة العربية الموحدة تحت قيادة الشريف حسين. كما نشر التميمي تقريرا حرره أقطاب الجالية اليهودية بتونس مقترحين على السلطة الفرنسية إلغاء عائلة البايات الحسينيين وفرض الاحتلال الفرنسي على البلاد، شأنها في ذلك شأن الجزائر، والعمل على مقاضاة المنصف باي الذي تتهمه الجالية بتعاونه مع الألمان، وهو الأمر الذي أدى بسلطات الحماية بإبعاده وسجنه بأحد سجون الجزائر ثم فيما بعد نقله إلى مدينة Pau الفرنسية. واعتبر المؤلف أنّ هذا التقرير "يعكس مدى تواطؤ الجالية اليهودية بتونس مع السلطات الفرنسية الجديدة التي قامت بالاستيلاء على ميزانية الدولة التونسية كاملة والقيام بتعيينات في كل المناصب الشاغرة في صلب الإدارة التونسية". ووصف التميمي هذه الوثيقة بأنّها "من الوثائق ذات بعد استثنائي لتعميق ادراكنا بالأدوار السياسية الهامة للجالية اليهودية التونسية على إثر الحرب العالمية الثانية".