شدّد محمد الحامدي الوزير السابق والقيادي بحزب التيار الديمقراطي، في حوار لإطاعة موزاييك، ظهر اليوم الجمعة، على أنّ المطلوب اليوم للخروج من الأزمة، هو "صيغة فيها معنى التوافق الوطني" وتسويات تاريخية، دون إقصاء. وقال الحامدي: "الأزمة لا تعالج بالعواطف، فلو جاريت العواطف لتمنيت أن أفيق صباحا لا أجد حركة النهضة وقلب تونس وائتلاف الكرامة والدستوري الحرّ، وأظلّ أنا وأصدقائي وأحبابي"، وفق تعبيره. وأضاف: "ما هكذا تكون السياسة، فالسياسة هي الوقائع، النهضة موجودة وبقية الأطراف موجودة. وفي نهاية الأمر الحوار يقع مع الخصوم، ووجود الحوار لا يعني حالة انسجام، لأنّ الحوار هو خصام أيضا حول المضامين الاقتصادية والاجتماعية والمضامين السياسية". وأضاف الحامدي: "حتى الشعوب التي تقاتلت، لم يحصل وقف إطلاق النار عندما كانت تتفاوض، وظلّت تحسّن شروط التفاوض". وأشار المتحدث إلى أنّه خلال الأزمة هناك احتمالان، إمّا أن ينتصر طرف، وإمّا أن يجتمع الناس على الحوار. وقال: "إمّا أن ينتصر أحد الأطراف، وأنا مبدئيا لا أريد أن ينتصر أحد الأطراف، ويبدو واقعيا أنّه لا يوجد أحد سينتصر، وإمّا أن يجتمع الناس على طاولة وننجز التسويات التاريخية الضرورية". وتابع: "الذين سيجتمعون ليسوا أصدقاء متفقين. والحوار لا يعني أنّي تخلّيت عن مؤاخذاتي على حركة النهضة. لكن أقدّر في نهاية الأمر أنّ وضع البلاد يحتاج صيغة من صيغ الإنقاذ الوطني، بمعنى أن تخرج البلاد من هذه الوضعية الرديئة بنوع من التوافق الواسع". وأضاف الحامدي، أنّ حزب التيار الديمقراطي، لم يحدّد الصيغة المطلوبة وحدودها وآلياتها، فذلك جزء من الحوار، وفق تعبيره.