لا يمكن اليوم المرور بجانب ما يحدث في تركيا مرور المحايد على الاطلاق فكل هذا التهافت المحموم على ضرب الليرة التركية وسط شحن عالمي ضد الرئيس رجب طيب اردوغان ليس سوى مقدمة لاستعادة أيام العشريتين الاوليين من القرن الماضي حين رأى النظام الدولي ان الفرصة مناسبة لضرب الامبراطورية العثمانية في أيام صعبة تمت فيها محاصرة السلطان عبد الحميد الثاني في اسطنبول بتواطئ واضح من ذئاب العلمانية في تركيا وثعالب العرب القومجية وضباع الماسونية العالمية وبأدوات النظام الدولي المعروفة. مع فارق التوقيت وفارق التغييرات البسيطة في قوانين اللعبة وأسماء اللاعبين تنطلق الحملة اليوم لضرب خاصرة المسلمين مرة أخرى بشوكة الاقتصاد بعدما فشلت بقية الألعاب بما فيها ورقة الانقلابات. وللأسف يقع بعض من بني جلدتنا ممن اعتنقوا العلمانية مذهبا ودينا في هذه اللعبة ضد تركيا اردوغان في اعادة ركيكة لدور اللاعبين القدامى من عشائر عربية وقفت إلى جانب النظام الدولي الذي قسم الأمة بعيد الإطاحة بالسلطان عبد الحميد الثاني والإمبراطورية العثمانية بعد ذلك الى دويلات فاشلة نتجرع نتائج فشلها إلى حدود هذه الساعة. الغريب انه رغم وضوح الرؤية ورغم اقرار اليهود بأنهم وراء اللعبة إلا ان غلاة العلمانية يصرون على ان المعركة ليست ضد الأمة بل هي فقط ضد ما يعتبرونه "طغيان أردوغان" لكن الاجابة واضحة جدا على لسان أحد قادة اليهود في تونس الناشط المعروف ورجل الأعمال إيلى الطرابلسي، الذي قال في تدوينة له على الفايسبوك، أنّ اليهود يحكمون العالم بذكائهم وجديتهم في العمل . والذي كشف بوضوح نيتهم والتي تتمثل في أن تكون أيام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان معدودة في الحكم، حيث قال "أما السلطان فأيامه معدودة لأننا قررنا ذلك". بهذه الكلمات وغيرها من الادلة الواضحة يضع العالم أمامنا كعرب خيارا واحدا وهو الوقوف الى جانب أردوغان بكل عيوبه وحسناته ومع الاتراك بكل تعاليهم وغرورهم حتى لا نتخلى مرة اخرى عن السلطان عبد الحميد الثاني ونكون كأمة الخاسر الوحيد. لأن تركيا اليوم درع متين يحمي جانبا مكشوفا من العرب فالعراق الاسير في يد المليشيات الشيعية وسوريا المفتتة مساحات مفتوحة لأي غزو من إيران او غيرها لن يحميها سوى قوة اسلامية مثل تركيا. بل إن تركيا تبقى القوة الوحيدة التي يمكن أن تمنع صفقة القرن وما تطبخه غرف الظلام في الإمارات العربية المتحدة والسعودية ضد كل دول المنطقة وفي مقدمتها قطر التي بدى من الواضح أنها مستهدفة أيضا فمع انطلاق الأزمة بدأت وسائل الإعلام مدفوعة الأجر من محمد دحلان وعصابة الصهاينة العرب بالحديث عن تخلي قطر عن تركيا في محالوة لضرب العلاقة التركية القطرية وفك الإرتباط بينها حتى يسهل عزل الدوحة وتسهيل مخطط تغيير النظام فيها بكل يسر. على الأمة وخصوصا المواطنين القادرين على المساهمة في التخفيف من الأزمة التركية أن يبادروا بالدعم فاليوم المطلوب ليس رفعا لسلاح ولا زهق أرواح حتى يتأخر الجميع اليوم مطلوب دعم الاقتصاد التركيا بما يقدر عليه أي طرف حتى لا نترك لشياطين الغرب وعملائهم في المنطقة فرصة لضرب درع يحمينا جميعا مما هو أسوأ من الحاضر وإلا فإن الكارثة أكبر في قادم الايام. كما أنه على تركيا ان تنقل المعركة الى خارج أراضيها ففي مناطق كثيرة هناك مساحات كبيرة لمبارزة النظام الدولي وضرب عملائه في مقتل لتخفيف الحمل على اسطنبول فما يريده مركز القرار العالمي هو بقاء المعركة في العاصمة "Payitaht" كما حصل مع السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله. عمار عبيدي