في مقال له علي موقع مجلة ذو اتلانتيك الامريكية تحت عنوان” Arab Democracy Depends on Normalizing Islamist Parties”تحدث الباحث شادي حميد عن الديمقراطية في العالم العربي و تونس ضرورة التطبيع مع الإسلاميين و إعتبر الكاتب في بداية المقال ان السؤال الدائم حول إذا ما كان يمكن للديمقراطية العمل في الشرق الأوسط و هو سؤال تصعب الإجابة عنه غير انه و بشكل عام تكون الإجابة بشكل سلبي في خضم الحروب الاهلية في اليمن و ليبيا وسوريا و الديكتورية في مصر و النظام الملكي السلطوي في السعودية و الإنهيار الاقتصادي في الاردن غير انه يمكن دراسة 3 حالات تفند كل هذا بدرجات متفاوتة حيث تبقي تونس نقطة مضيئة في هذه العتمة حيث اجرت في ماي الماضي إنتخابات بلدية هي الاولي من نوعها من حيث الشفافية و النزاهة ،كما يمكن ان نستأنس بدرجة اقل بلبنان و العراق و النقطة المشتركة بين هذه الدولة هي إشراكهم للأحزاب الإسلامية و أشار المقال الي الديمقراطية في لبنان و العراق تتسم بالطائفية الدينية عكس تونس و تتوزع المقاعد النيابية في الدولتين حسب الإنتماء الديني . حيث انه و بالرغم من توجس واشنطن من الإسلاميين فقد سعت الي تعبيد طريق الحكم امامهم خلال انتخابات ديمقراطية في العراق جانفي 2005 بتولي ابراهيم الجعفري من حزب الدعوة الاسلامي الشيعي رئاسة الوزراء و إشراك قيادات من الاخوان المسلمين في مناصب وزارية مختلفة ،أما في لبنان فبالرغم من معارضة حزب الله للولايات المتحدةالامريكية فقد شارك في كل الحكومات الإئتلافية كضرورة سياسية و اجتماعية . و اضاف كاتب المقال ان الوضع في تونس مختلف حيث لم يتم التطبيع بشكل تام مع الاسلاميين في الديمقراطية الناشئة رغم انفتاح حركة النهضة علي الاحزاب العلمانية وهو ما يؤكد استثنائية تونس و اسلاميي تونس الذين تخلوا عن الايديولوجيا مقابل البراغماتية و الصراع من اجل البقاء و الفصل بين الدعوي و السياسي و تقديم تنازلات مؤلمة وهو امر وصفه كاتب المقال بالإيجابي جنب تونس انزلاقات ارتداد الديمقراطية و عودة الاستبداد . و استدرك كاتب المقال بالاشارة الي ان حركة النهضة تراخت خلال فترة حكمها فجر الثورة عن مساءلة رموز النظام السابق وذلك خوفا من استحضار الديكتاتورية و عودة الاستبداد كما ان للحزب الاسلامي كتلة برلمانية صلبة يمكن ان تتحدي بها رئاسة الجمهورية و رئاسة الحكومة غير انها اختارت المهادنة والقبول بتمثيلية بسيطة في الحكومة تحت مسميات التوافق وختم المقال بإعتبار ان تمشي حركة النهضة من السلامة بمكان علي الاقل في الوقت الراهن نظرا لدقته و حساسيته و لا يمكن التصور الديمقراطية في العالم العربي دون مشاركة الاسلاميين وهذا ما يجب علي القوي الغربية استيعابه” المصدر: باب نات بقلم: طارق عمران