تشير الأرقام إلى كثرة حالات التحرش في تونس، وهي حالات تكاد تكون متكررة كل يوم ، تسلّط على الفتيات المراهقات والشابات والنساء على حد السواء، و عادة ما يذهب الكثيرون الى الظن ان اصحاب هذه الافعال ينتمون للطبقات الهشة و الفقيرة و لكن شهادات اللاتي تعرضن للتحرش تؤكد ان قائمة المتحرشين تتجاوز الفقراء و المنبوذين لتبلغ مهرجان قرطاج السينمائي ! و أصدرت جمعية ”أصوات نساء” بيانا اليوم الأربعاء، أكدت فيه وصول شكاوي من قبل العديد من المشاركات من نساء وفتيات في تظاهرة أيام قرطاج السنيمائية، كنّ ضحايا للعديد من ممارسات ”التحرّش الجنسي”. وشددت الجمعية على ما تكتسبه هذه التظاهرة من أهمية ثقافية للنساء والرجال، معتبرة ”أن مثل هذه الممارسات من شأنها أن تعيق مشاركة النساء في الفضاء العام و تمس من حقهن في الثقافة”. وذكّرت أصوات نساء بالقانون الأساسي عدد 58 لسنة 2017 المتعلّق بالقضاء على العنف ضد المرأة الذي يجرّم التحرّش الجنسي، ونبهت إلى ما تخلّفه مثل هذه الممارسات ”من ضرر جسيم مادي ومعنوي على ضحاياها”. ودعت إلى تكثيف جهود جميع المتدخلين من هيئة مديرة، أعوان حراسة قاعات السينما و أعوان الأمن لمزيد الحرص للتصدّي لمثل هذه الممارسات والحد منها، كتوفير أعوان أمن على عين المكان للمراقبة و الإرشاد و التدخّل السريع عند الحاجة. وكان البرلمان التونسي صادق في جويلية المنقضي على قانون مناهضة العنف ضد المرأة والذي يزيد العقوبات المفروضة على مرتكبي مختلف أشكال العنف لا سيما داخل الأسرة، كما يجرم التحرش الجنسي. و بحسب تقرير صادر عن مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة التابع لوزارة المرأة التونسية،ارتفعت نسب التحرش بنساء تونس إلى 74 في المئة ، ولم يمنع صدور تقارير عن المجتمع المدني تتحدث عن تصاعد وتيرة الاعتداءات على المرأة وفي مقدمتها التحرش الجنسي من تفاقم هذه الظاهرة. وتتواصل فعاليات الدورة التاسعة والعشرين لأيام قرطاج السينمائية التي انطلقت بتاريخ 2 نوفمبر ويعرض المهرجان هذا العام 206 أفلام من 47 دولة ويشمل أربع مسابقات للأفلام الروائية الطويلة والروائية القصيرة والوثائقية الطويلة والوثائقية القصيرة. و ككلّ سنة ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بصور ”نجوم” أيام قرطاج السنيمائية على السجادة الحمراء حيث انتُقدت اطلالة الممثلات الحاضرات في حفل الإفتتاح بشدة من قبل مستخدمي وسائل التواصل الإجتماعي الذين تراوحت تعليقاتهم بين التندر وصولا إلى الإهانة في بعض الأحيان. هذه التعليقات ركّزت أساسا على العري الذي اعتبر مبالغا فيه للنجمات والذي وصفه البعض ب ”قلة الذوق” و “الوقاحة”.