برز اسم جماعة الدعوة والتبليغ في الحديث عن الجمعيات الخيرية وأنشطة الدعوة وتكثف بشكل غير معتاد مؤخرا مع بروز موضوع “مدرسة الرقاب القرآنية”، فعديد الظواهر كانت محسوبة على السلفية لإثارة المخاوف وبعث التوتر، يبدو أنّها تعود لجماعة التبليغ المسالمة، ويرجّح أنّ كثيرا من المغالطات الإعلامية والسياسية تعود لعدم فهم للساحة الدينية والمشهد الإسلامي في تونس. واعتبر الرئيس السابق لوحدة البحوث بالمعهد التونسي للدّراسات الاستراتيجية محمد الحاج سالم أن جماعة الدعوة والتبليغ تنظيم عالمي لا يهتم بالسياسة بل بالعكس يتم استعماله في السياسة بما أنه دعوي محض، ولا اهتمامات له بالشأن السياسي، مشيرا إلى أن هذا التنظيم يدعو دائما الى نصرة السياسات الحكومية القائمة. وأضاف الحاج سالم في تصريح لموقع “الشاهد” أن الذي نشاهده اليوم ليس فقط عدم فهم للساحة الدينية، بل لخبطة وأن كل ما يتعلق بشبهة التدين غير الرسمي هو محل اشتباه وخوف، وأنه حتى التدين لا بد له من قنوات ترسمنه، معتبرا أن الحديث عن الإسلام السياسي واتهام الجمعيات الدعوية هو توظيف لقضاء مآرب معينة وتحقيق أهداف سياسوية وتراشق إعلامي وتوظيف انتخابي بامتياز. واعتبر المتحدّث أن خلط أوراق الديني بالسياسي بالأمني وخلط الدعوي بالإرهاب، وخلط الرسمي بغير الرسمي، يندرج في إطار تحقيق أهداف معينة خاصة في أوقات سياسية معينة كالتي نمر بها. وأشار المتحدّث الى أن كل شيء في تونس أصبح موازيا قائلا “لدينا سياسة موازية وأناس يحكمون من وراء الستار رغم انهم ليسوا بشخصيات سياسية ولدينا اقتصاد مواز ومتغلب على الاقتصاد الرسمي، ولدينا تعليم مواز، يشمل عددا كبيرا من رياض الأطفال غير المرخص لها، ولدينا أمن مواز كذلك، فلماذا لا نتكلم عن سوق دينية موازية باعتبار أن كل شيء موازي في تونس”، وفق تعبير المتحدث. وكان وزير الداخلية هشام الفراتي قد صرح بأن صاحب المدرسة القرآنية بالرقاب من ولاية سيدي بوزيد، فاروق الزريبي يعد ووالده من القياديين البارزين لجمعية الدعوة والتبليغ المعروفة بنشاطها الدعوي. وأضاف هشام الفراتي أن الزريبي تحول سنة 2004 إلى باكستان ومنها إلى جنوب إفريقيا أين زاول دراسته في علوم القرآن واللغة الإنقليزية أين تحصل على شهادة تسمى الشهادة العالمية في القرآن الكريم سنة 200 من مدرسة زكريا في جنوب إفريقيا