شغلت مجزرة مسجد نييوزيلندا والتي قام بها إرهابي أطلق النار على مصلّين في مدينة كرايست تشيرتش، ما أسفر عن مقتل 50 شخصا وإصابة 50 آخرين، وسائل الإعلام العربية والغربية، حيث لم تتوقف المواقع الاخبارية منذ حصول الكارثة الجمعة الفارط من تغطية الحدث وتداعياته، بيد أن كيفية التغطية وتناول الحدث اختلفت من وسيلة إلى أخرى، ففي الوقت التي اُثبتت النزعة الارهابية في العملية التي قام بها سفاح المسجد إلا أن بعض الصحف الغربية تصر على تلقيب العملية بالهجوم المسلح ولا تمنحها صفة الإرهاب، ما أثار غضب الكثير من المتابعين من سياسيين وحقوقيين ومشاهير في العالم. وأعربت وزيرة حقوق الإنسان الباكستانية شيرين مزاري عن استيائها لأسلوب “بي بي سي”، وقالت عبر تويتر: “أتابع حاليا قناة “بي بي سي”، وأنا مصدومة بعدم وصف مراسلها في نيوزيلندا الهجوم بالإرهابي”. وأضافت: “بدلا من ذلك، يصفون الهجوم الإرهابي بالقتل الجماعي! شيء مقزز”. من جانبه، انتقد النجم البورتوريكي ريكي مارتن تغطية الإعلام العالمي للحادث الإرهابي وعلق: “الرجل الذي قام بقتل أكثر من 40 شخصًا وما يقرب من 20 مصابًا، كل الإعلام الغربي وصفه بالقاتل والمتطرف وليس بالإرهابي.. لماذا؟ لأنه ببساطة ليس مسلمًا”. و بحسب تقرير نشرته وكالة الأناضول، تجنبت كل من هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) وصحيفة ديلي ميرور في بريطانيا، فضلا عن صحيفتي لوفيغارو ولو باريزيان وإذاعة فرانس إنفو في فرنسا، وصف العمل الوحشي بالإرهاب، مما أثار انتقادات واسعة. وكتب رفعت جاويد الذي عمل محررا في “بي بي سي” ل12 سنة: “كمحرر سابق في الشبكة، أشعر بخيبة أمل لا تصدق إزاء افتتاحياتكم المتحيزة بشكل واضح. لقد وصف كل من رئيسي وزراء نيوزيلندا وأستراليا مجزرة كرايس تشيرش بالهجوم الإرهابي، لكن بالنسبة لمحرري قناتكم وموقعكم هذا مجرد هجوم المسجد! عيب عليكم!”. وفي تغريدة على تويتر، قال سفير إيران لدى المملكة المتحدة حميد بعيدي نجاد “بالنسبة لإدارة بي بي سي، فإن عملية طعن في لندن تعد عملا إرهابيا، بينما تعتبر مجزرة في نيوزيلندا هجوما وحسب”. وفي دراسة سابقة أجرتها جامعة آلاباما سنة 2018، نالت الهجمات الإرهابية التي ارتكبها مسلمون بين سنة 2006 و2015 تغطية صحفية أمريكية مذهلة بنسبة 357٪ أكثر من تلك التي ارتكبها غير المسلمين، ما يعني تغطية أقل عندما يكون المسلمون هم هدف مؤامرات إرهابية في الولاياتالمتحدة. وسلط تقرير لشبكة “تي آر تي” الضوء على ازدواجية تلك الوسائل في التغطية، قائلا إنه بشكل عام عندما يكون المسلم هو مرتكب الهجوم أو الحادث فإن جنسيته وأصوله ودينه تتصدر عناوين الصحف على الفور، بينما لم تشير معظم الصحف إلى الأسترالي برينتون تارانت باعتباره “إرهابي أبيض أو مسيحي”، كما لم يتم وصفه بالإرهابي، رغم وجود دلالات واضحة تؤكد عنصرية وكراهية تارنت تجاه المسلمين. يشار إلى أن الأسترالي برينتون تارنت البالغ 28 عاما فتح النار على المصلين في مسجدي بنيوزيلندا، الجمعة، ما أسفر عن مقتل 49 شخصا على الأقل وإصابة عشرات الأشخاص.