لم تمر حادثة الشغب والتشويش على كلمة رئيس الحكومة يوسف الشاهد في البرلمان يوم 4 أفريل الجاري والمتعلّقة بقطاع الصحة والوضع العام بالبلاد مرور الكرام، فقد استنكر مجلس نواب الشعب ورئاسة الحكومة وصول الاحتجاجات الى حرم البرلمان. وتبعا لذلك ندّد مكتب مجلس نواب الشعب بالاعتداء على سيادة البرلمان والمس من هيبته وبتجاوز مجموعة من الزوّار للنظام الداخلي للمجلس وتسبّبهم في تعطيل انطلاق الجلسة العامة المخصّصة للحوار مع رئيس الحكومة. كما أكد مكتب البرلمان على ضرورة احترام ضيوف المجلس وزوّاره للنظام الداخلي، وقرّر اتخاذ ترتيبات خاصة تهم تنظيم الدخول إلى المجلس خلال الجلسات الممتازة وذات الطابع الخاص وجدّد مكتب المجلس دعوة رئيس الحكومة إلى جلسة حوار في أقرب الآجال. وقد تسبب تنفيذ عدد من الأساتذة الجامعيين احتجاجاً تحت قبة البرلمان وتحديدا بالمنصة المخصصة للصحفيين، ومقاطعة كلمة رئيس الحكومة الى جانب احتجاج مئات التونسيين خارج المبنى، في انسحاب رئيس الحكومة من جلسة الحوار مع أعضاء البرلمان. وقد قال الشاهد إثر انسحابه من الجلسة العامة،أن “الحكومة احترمت هذا المجلس وكامل أعضاء الحكومة حاضرون، لكن يبدو أن هناك مشاكل تنظيمية وترتيبية داخل البرلمان ليس لنا علاقة بها” مضيفا أنه “لا يمكن للحكومة بعد انتظار فاق 4 ساعات أن تهمل مشاغل الشعب الأخرى، أردنا الحديث عن مشاكل الصحة العمومية لكن لا يمكننا أن نعمل في هذه الظروف التي تتسم بالفوضى وقلة النظام في البرلمان”. وتابع “قدّرنا هيبة الدولة والبرلمان لكن لا يمكننا أن ننتظر أكثر أموراً غير منظمة، عندما يكون البرلمان جاهزاً للتداول في وضع الصحة سنكون حاضرين”. ومن جانبهم نفّذ أعوان وموظفو مجلس نواب الشعب أمام القاعة المخصصة للحوار مع الشاهد وقفة احتجاجية تنديدا بعدم تفعيل البند المتعلق بالاستقلالية المالية والإدارية للبرلمان، الذي تم إقراره في قانون المالية لعام 2019، كما طالبوا بتفعيل قرار يقضي بصرف منحة لموظفي البرلمان. وفي محيط البرلمان قام العديد من التونسيين من مختلف القطاعات بوقفات احتجاجية مناهضة لسياسات حكومة يوسف الشاهد ورافضة للزيادة الأخيرة في أسعار المحروقات مطالبين بالتراجع عنها. وقد اتهم بعض اعضاء البرلمان نواب كتلة نداء تونس بتمكين الاساتذة الجامعيين من الدخول للبرلمان تزامنا مع وجود رئيس الحكومة يوسف الشاهد مما تسبب في تعطيل الجلسة العامة ورفعها، فيما فنّد اتحاد الاساتذة الجامعيين الباحثين التونسيين إنه كلّ ما روّج عن تعطيل مجموعة من الأساتذة الجامعيين للجلسة العامة، مؤكدين أن مجموعة من الأساتذة الجامعيين المعتصمين توجهوا إلى مقرّ مجلس نواب الشعب قصد الحضور في الجلسة و”تبليغ أصواتهم مباشرة بكلّ سلمية وحضارية رافعين شعارات الدفاع عن الجامعة العمومية وردّ الاعتبار للأستاذ الجامعي”. وأضاف “اجابة” أنه تم إخراج الأساتذة دون مقاومة منهم في غضون دقائق، مشيرا إلى “أن رئيس الحكومة خيّر المغادرة رغم أنه كان متواجدا بالمجلس منذ الصباح ولم يتسع صدره ليستمع لصرخات الجامعيين لبضع دقائق”.