“التشنج والتوتر السياسي الذي نعيشه اليوم نتيجة الحملات الانتخابية المبكرة والمطلبية المشطة لبعض النقابات والغرف من جهة أخرى والتي يصل البعض منها إلى حد ابتزاز الحكومة وابتزاز الدولة.. البعض يتوقع أن الحكومة سترضخ لمطالبه بما انه هناك انتخابات بعد 6 أشهر.. هذا مرفوض وغير مقبول.. صحيح هناك انتخابات لكن البلاد لن تقف… المطلبية التي ليست في مكانها يجب ان لا تعطل مصالح التونسيين ومصالح البلاد.”. بهذه الكلمات استهل رئيس الحكومة يوسف الشاهد خطابه. وبهذه العبارات تمكّن من إيجاد شماعة يعلّق عليها فشل إدارة حلحلة الوضعيات الاجتماعية للمواطنين.. وألقى رئيس الحكومة مسؤولية الاحتجاجات التي اتسعت رقعتها في جل ولايات الجمهورية والاضرابات على عاتق النقابات والغرف التي ينضوي تحت لوائها العاملون والموظفون. فهل هذا ما انتظره الشعب من خطاب الشاهد؟ اعتبر المحلل السياسي فتحي الزغل أن رئيس الحكومة أطل عبر شاشة التلفزة للشعب في دقائق تناول فيها مواضيع ينتظر الشعب منه أن يتناول غيرها، معتبرا أنه بدا أصغر من منصبه بكثير خاصّة في نوعية الخطاب الذي قام به ومحتواه. وأضاف الزغل في تصريح لموقع “الشاهد” أن رئيس الحكومة، بدا في خطابه وكأنه يلتمس من التونسيين أن يصدقوا بأنه يعمل وأنّه يحارب في الفساد، وأنه لو لا عمله لكان الوضع سيئا، مضيفا: “وكأنّه لا يعلم أن الوضع الاقتصادي والمجتمعي في البلاد يسوء يوما بعد يوم.. فالأسعار في ارتفاع صاروخي كلّ يوم.. والفقر عمّ والحاجة انتشرت… في موجة غلاء لم تشهدها البلاد في تاريخها أبدا”. وأضاف المحلل السياسي أن الفساد أضحى منذ تولّى الشاهد أمر البلاد والعباد يتفاقم تفاقما أصله زنا المال بالسياسة الذي أصبح واضحا للبسطاء قبل المحلّلين، معتبرا أنه لاوجود لحرب على الفساد بالمرة. كما اعتبر أن رئيس الحكومة وكأنه يترجى المعارضة عدم نقد إجراءاته وأعماله وإخفاقاته، وأن لا يتكلّموا على تراجع الوضع العام في البلاد نحو الأسوأ. وللإشارة فقد قال رئيس الحكومة يوسف الشاهد خلال كلمة ألقاها امس الأربعاء 17 أفريل 2019 عبر القناة الوطنية بأن الخطاب الذي نستمع إليه اليوم هو خطاب شعبوي الذي له تأثير في مشاعر التونسسيين، قائلا: “بالإضافة إلى الخطاب الشعبوي، البعض أصبح يشكك في كل شيء على غرار التشكيك في ملف الفساد المتعلق بحقل النفط، وقرار عدم التمديد في اتفاقية الملح”. وأشار يوسف الشاهد إلى أن التشكيك طال أيضا ملف محاربة الفساد، مضيفا: “محاربة الفساد ليست بالكلام وبتشويه الناس وإنما بالفعل على غرار ما قامت به الحكومة التي ألقت القبض على رؤوس الفساد وأحالت العديد من الملفات على القضاء قائلا: “ما حصل في سنتين في ملف مكافحة الفساد لم يحصل في ستين سنة “. ووجه كلامه للمشككين في هذه الحملة قائلا: “عندما كانت الملفات بين أيدكم تراجعتم إلى الوراء.. بينما نحن لامسنا “سيستام” منظومة المافيا و الفساد وكسرنا حاجز الصمت “. وذكّر بأنه لن يرد على حملات التشويه والثلب والأخبار الزائفة والاشاعات احتراما للمسؤولية التي يتحملها اليوم قائلا إن هنالك “مستوى يجب على الخطاب السياسي ألا ينحدر إليه”. وحذر الشاهد التونسيين من الإشاعات والأخبار الزائفة، واصفا إياها بالعدو رقم 1 لتونس وللديمقراطية، مؤكدا على أن الحكومة تعرف أكثر من أي كان حجم معاناة التونسيين وحجم المشاكل التي تراكمت منذ سنوات. وختم رئيس الحكومة قائلا: “سوف نتصدى للأشخاص الذين يرغبون بإعادة البلاد للفوضى ولمربع العنف السياسي”.