تعيش الساحة السياسية على صفيح ساحن في هذه الفترة، لا سيما مع اقتراب الانتخابات التشريعية والرئاسية. وتحاول عديد الأحزاب التموقع في الساحة السياسية وتشكيل تحالفات انتخابية وسياسية من أجل الاستعداد الجيّد للاستحقاقات القادمة. ومن بين هذه الأحزاب التي تكثّف نشاطها حزب البديل التونسي والذي دخل منذ أشهر في مفاوضات مع عديد الأطراف في مقدّمتها حزب “تحيا تونس” من أجل التحالف. ويبدو أن تحالف “البديل” مع “تحيا تونس” قد وصل إلى طريق مسدود، وهو ما ترجمه موقف رئيس البديل المهدي جمعة والذي تغيّرت لهجته تجاه الحكومة منذ أن وقع الحكم على شقيقه “لطفي جمعة” والقاضي بسجنه 10 سنوات مع النفاذ العاجل وتخطئته بمليون و900 ألف دينار في قضية فساد مالي. وحذّر آنذاك حزب البديل التونسي في بيان من استعمال الحكومة لمقدّرات الدولة المادية والرمزية لخدمة مشاريع وطموحات سياسية، داعيا مؤسسات الدولة والهيئات الرقابية إلى تحمل مسؤولياتها والمساهمة الفعلية في أخذ المواقف والتدابير التي من شأنها تنقية المناخات وتعزيز ثقة المواطن. وبعد تلك البيان عاد الحزبان للتفاوض من جديد غير أن المعطيات الأخيرة تشير إلى فشل المفاوضات ووصوبها لطريق مسدود حيث قدم المهدي جمعة موقفا جديدا بخصوص المشاورات التي جمعت حزبه بحزب تحيا تونس والتي سبق أن وصفها قيادات من الحزبين بالمتقدمة مؤكدا في هذه الصدد أنها انتهت بل وأعرب عن ندمه على خوضها. وأكد جمعة عدم وجود أية مشاورات جدية في الفترة الأخيرة مع أي طرف سياسي وأن المشاورات انقطعت منذ حوالي شهر في اشارة الى حزب تحيا تونس الذي سبق ان جمعه لقاءان بمنسقه العام سليم العزابي مبينا بالقول "في الواقع ما كانش لازم نمدو ايدينا لعباد مسؤولين على منظومة الفشل لكن ما يلزك على المرّ كان الأمرّ”. وأوضح جمعة أن الظروف لتجميع العائلة الوسطية في جبهة موحدة غير ممكنة خاصة في ظل الأزمة التي يعيشها حزب نداء تونس المنشغل حاليا ب”أزمة شقوقه وحسم شرعيته الداخلية”، وبحزب تحيا تونس الذي هو بصدد التشكل والذي لم يقدم بعد ضمانات عن عدم توظيفه أجهزة الدولة في حملته الانتخابية وفصله بين الحزب وإدارة الجهاز التنفيذي. وتابع: “وجهنا نداء الفرصة الأخيرة إلى الأحزاب الوسطية الاجتماعية للتجميع والتشكل في تحالف انتخابي واسع من منطلق حرصنا على تشكيل أغلبية برلمانية تكون بديلا عن منظومة الفشل الحالية وجعل النهضة أقلية في البرلمان.. مازال الباب مفتوحا باش نتجمعوا”. وعن القضية المرفوعة على شقيقه والحكم الصادر عليه مؤخرا ب10 سنوات سجنا، اعتبر جمعة أنها نتيجة نجاحه موضحا بالقول: “اجتماع سيدي بوزيد تكلفلي تبربيش في دوسيات” متابعا “سياسة الدوسيات ليست لها أية قيمة ولن تدوم، مستدلا بذلك بملف الإطارين الأمنيين صابر العجيلي وعماد عاشور اللذين قال إنهما تم تشويهمها لمدة عامين وأنهما انتصرا في الأخير”. وقال جمعة إنه غير مطمئن على المناخ الانتخابي العام بالبلاد في ظل ما اعتبره تهجم رئيس الحكومة يوسف الشاهد على المعارضة قبل أشهر قليلة من الانتخابات، مندّدا بعدم تمكين حزبه من قاعات رياضية وفضاءات عامة لعقد اجتماعاته في عدد من جهات البلاد، حسب قوله.