يتجه المجتمع الدولي نحو القضاء نهائيا على تنظيم داعش الإرهابي بعد تظافر جهود عديد الدول خاصة في المنطقة العربية ممّا اجبر التنظيم على البحث عن مكان جديد لعناصره. ويبدو أنّ هذا التنظيم قد وجد في ليبيا المأوى الآمن له في ظلّ الحرب بين حكومة الائتلاف الوطني وميلشيات المشير خليفة حفتر وهو ما ترك المجال لبعض الجماعات المتطرّفة نحو إعادة تشكيل ذاتها هنالك. واعترف حفتر في السابق أنّه أرسل دواعش إلى تونس تم القبض عليهم في ليبيا ثم أطلق سراحهم على الحدود التونسية وهو ما أثار جدل واسع حول علاقة خليفة حفتر بالدواعش. واتهم موقع النهار الجزائري قوات المشير خليفة حفتر بالعمل على تحرير الدواعش من مراكزها للفرار إلى الجزائر التي تعيش وضعا استثنائيا في الفترة الأخيرة. من جانبه، قال المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، إنّ حملة حفتر على العاصمة الليبية طرابلس أعادت تنظيم داعش الإرهابي للظهور مجددا في ليبيا بعد بروز رايات داعش عادت ترفرف في جنوب ليبيا. وشدد غسان سلامة خلال تقديمه إحاطة لمجلس الأمن بشأن تطورات الوضع في ليبيا أنه على الأممالمتحدة أن تضع حدا للنزاع الدموي في ليبيا، مشيرا إلى أن النسيج الاجتماعي في هذا البلد يتدهور والكراهية تزداد، ما يهدد بحرب أهلية شاملة، منوها إلى أن العنف في طرابلس هو بداية لحرب طويلة ودامية على سواحل المتوسط. وطالب الأممالمتحدة أن تضع حدا لتهريب السلاح إلى ليبيا، مفيدا بأن أسلحة حديثة محظورة دوليا وصلت إلى كافة الأطراف في ليبيا، كما أن أشخاصا مطلوبين دوليا يشاركون مع جميع الأطراف في القتال الدائر. وذكر المبعوث الأممي إلى أن منتدى غدامس كان كفيلا بإنهاء الفوضى والعنف في ليبيا، لافتا إلى أن أكثر من 75 ألف ليبي أجبروا على ترك منازلهم، مشددا في الوقت ذاته أن مرتكبي الجرائم في ليبيا لن يفلتوا من العقاب. وقال سلامة في معرض حديثه إنه يحاول التوصل إلى توافق سياسي بين مختلف الأطراف، وإن البعثة الأممية باقية في ليبيا لكن تمثيلها انخفض، مؤكدا أنه لا حل عسكريا في ليبيا وهذا واقع. ووفقاً لأحدث أرقام الأممالمتحدة، فإن الاشتباكات أدت إلى فرار نحو 75 ألف شخص من ديارهم ومقتل 126 مدنياً.