لا تزال أصداء قرار “الكاف” باعادة مبارة الترجي الرياضي التونسي وفريق الوداد المغربي في إياب نهائي دوري الأبطال في أرض محايدة، تتردّد بقوة في مواقع التواصل الاجتماعي، مسبّبة في خلاف حاد بين شعبي تونس والمغرب، ما استدعى تدخل عقلاء الاعلام وبعض الاكادميين من كلا الدولتين، الذين دعوا الى تلطيف الأجواء وعدم تبديد العلاقات العريقة بين الدولتين بسبب كرة القدم. وفي هذا السياق، كتب الباحث سامي براهم ” نرجو أن لا تسيء لعبة تقوم على الرّوح الرياضية إلى العلاقات الأخوية العريقة بين الشعبين الشقيقين التونسي والمغربي”. من جانبه علق الكاتب والاعلامي عبد اللطيف العلوي، على الخلاف الكروي القائم بين تونس والمغرب بالتأكيد على أنّ العلاقة بين تونس والمغرب علاقة مودة واخوة وصداقة وليست مرهونة”بجلدة منفوخة يتراكض خلفها اثنان وعشرون شخصا ممّن لا همّ لهم ولا عمل لهم في الحياة سوى أن يركضوا خلفها ويركلوها بالأرجل أو ينطحوها بالرّؤوس! مقابلات الكرة تمرّ وتنسى، لكنّ الحقد والضّغينة تبقى وتسمّم النّفوس”. وأضاف العلوي في ذات التدوينة “شجّع فريقك ودافع عمّا تعتبره من حقوقه، دون أن تسبّ المغاربة وتعيّرهم بأنّهم مازالوا يقبّلون يد الملك، وتذكّر أنّه مازال منّا وفينا، وحتّى بعد أن حرّرتنا الثّورة، من مازال مستعدّا لتقبيل تبّان الزّغراطة متع بن علي ومن يقبّلون أقدام كمال اللّطيف وسفير فرانسا وزايد بني صهيون!” وتابع ” الّذين يسبّون إخوتنا المغاربة، لا تنسوا أنّ ملكها محمد السادس، زارنا سنة 2014، وأقام بيننا عشرة أيّام، وتونس في أزمة اقتصادية خانقة، وسياحتها تنوء تحت ضربة إرهابية موجعة، وقام بجولة في شوارع العاصمة للترويج لسياحتها، وصافح أهلها والتقط الصور التذكارية مع أبنائها وبناتها وكأنه في مراكش أو فاس، ولم يطلب من أحد أن يقبّل يديه ولا ساقيه. الصّفحات المأجورة من الجانبين يجب أن تدان، وهي في الغالب تعبّر عن عقليّات فروخ الملاعب وليس عن رأي عامّ حقيقيّ في تونس أو في المغرب. الحكومة التّونسيّة وجامعة كرة القدم وكلّ من له علاقة بالموضوع، مطالب بأن يدافع عن حقّ التّرجّي مثلما تدافع الحكومة المغربيّة عن حقّ فريقها، كلّ ذلك شرعيّ ومسموح ومتاح… ولكن اتركوا الشّعوب بعيدا عن قرفكم وأحقادكم وهمجيّتكم، يكفينا ما فرّقتنا السّياسة! ناقصين تزيدوا تفرّقونا بالرّياضة؟؟ ودعا نشطاء مغاربة من جهتهم، إلى عدم تبادل الاتهامات بين الشعبين المغربي والتونسي، وقال عبد الغني بودرة، الإعلامي المغربي المقيم بقطر، في تدوينة له بفيسبوك، “المحبة ثابتة بين الشعبين المغربي والتونسي، والكرة منفوخة بالرّيح لن تزعزع هذه المحبة”. من جهته، قال سامي المودني، الإعلامي المغربي، في تدوينة له، “ما يجمعنا مع الأشقاء في تونس وحدة المصير والدفاع عن العدالة الاجتماعية والديمقراطية، وهي القضايا التي ستظل تجمعنا مع مناضلات ومناضلي الشعب التونسي”. يذكر أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم قرر إعادة مباراة الدور النهائي من دوري الأبطال بين الترجي التونسي والوداد البيضاوي المغربي خارج تونس في أرض محايدة، وهو ما أثار جدلا واسعا وصل حدّ تبادل الشتائم بين جمهوري تونس والمغرب.