ربّما كان من المستبعد توقّع مآل الخلافات التي قسّمت الجبهة الشعبية، وفككتها إلى شقوق، شقّ داعم لزعيمها حمة الهمامي وشقّ ثان مناوئ له، وشقّ ثالث يحاول حصر الخسائر الناجمة عن تفكك الائتلاف. وعلى ما يبدو فإنّ ساحة المعركة الداخلية اتّسعت متجاوزة كبار المعركة، لتشمل الجناح الشبابي للجبهة الشعبية والذي وعلى ما يبدو يشهد توترات لا تختلف عن المشاكل التي فرّقت القيادات الكبرى. وأصدرت مجموعة من الشباب اليساري بلاغا يوم 17 جوان 2019، استنكرت فيه ما اعتبرته “سطوا وإقصاء لهياكل الجبهة الشعبية”، معربة في الآن نفسه عن استغرابها مما “اعتبرته هيكلة شباب الجبهة الشعبية دون علم اتحاد شباب الوطنيين الديمقراطيين وشباب رابطة اليسار العمالي و الشباب المستقلين و مكونات أخرى”. واعتبر البلاغ، الذي جاء تحت امضاء شباب رابطة اليسار العمالي واتحاد شباب الوطنيين الديمقراطيين ومستقلين داخل الجبهة الشعبية “ان هيكلة شباب الجبهة الشعبية في غياب بقية مكوناتها ودون علمها هو محاولة تصفوية انعزالية وانقلاب على مخرجات الندوة الثالثة للجبهة الشعبية التي لم تقر إنجاز هيكلة شباب الجبهة الشعبية طبقا للوثيقة التنظيمية التي أصدرتها”. وأضاف البلاغ بأن ” هيكلة شباب الجبهة الشعبية لا يمكن إقرارها إلا بعقد المجلس المركزي المنتخب والدعوة إلى الندوة الوطنية الرابعة التي من دورها اتخاذ كل الإجراءات التنظيمية والسياسية التي تخص الجبهة الشعبية وهياكلها الرسمية”، كما “ان المجموعة التي اتخذت هذا الإجراء الانقلابي لا تمثل شباب الجبهة الشعبية إنما تمثل شباب أحزابها”. ويأتي هذا البلاغ، بعد بيان نشره يوم أمس الاثنين من وصفوا انفسهم ب”شباب الجبهة الشعبية” والذين أعلنوا عن “انطلاقهم في مسار هيكلة شباب الجبهة الشعبية وتجاوز كل العراقيل التي عطلته وانطلاق في الاعداد لملتقى شبابي في الأيام القليلة القادمة”. ويشار إلى أن الجبهة الشعبية دخلت منذ مدة في أزمة انطلقت باستقالة 9 نواب والدخول في معركة أحقية قيادة والنزاع حول استعمال شعار الجبهة بين حزب العمال وبين الوطد ورابطة اليسار العمال . وأعلن حزب الطليعة العربي الديمقراطي وأحد مكونات الجبهة الشعبية عن انتهاء الجبهة الشعبية بالصيغة التي تأسست بها والتوازنات التي قامت عليها والآفاق التي رسمت لها وحتى بالمعاني التي انطوت عليها أرضيتها السياسية.