شهدت الجبهة الشعبية صراعات داخلية بين أجنحتها مما تسبّب في انفراط عقدها وإعلان العديد من مكوناتها عن استقالتهم من الجبهة. ولم يكن انهيار الجبهة بغريب على اعتبار أنها جبهة انتخابية بامتياز وحدتها الانتخابات الفارطة وقسّمتها الانتخابات المقبلة بسبب الصراع على كرسي قرطاج. ورغم ما تعيشه الجبهة من هوان فإن ممثلات الفصائل النسائية لأحزاب الجبهة الشعبية أعلنّ عن انطلاقهن في مسار توحيد واجهات النضال النسوي تحت راية الجبهة الشعبية “تجسيما لمبادئ الجبهة الشعبية ومشروعها المجتمعي والاقتصادي والسياسي القائم على العدالة الاجتماعية لكل الجهات والفئات الاجتماعية والشعبية وعلى قيم التقدم والعدالة والحرية والمساواة”. كما اعلنت نساء الجبهة الشعبية عن انطلاق مسار المشاورات قصد بعث التنسيقية الوطنية لنساء الجبهة الشعبية. وكانت الأزمة في الجبهة قد اندلعت بعد أن أعلنت يوم 19 مارس الماضي أن الأمين العام لحزب العمال حمة الهمامي، هو مرشحها في الانتخابات الرئاسية 2019 وذلك بعد تداول الأمناء العامين لأحزاب الجبهة في حين قررت اللّجنة المركزية لحزب الوطنيّين الديمقراطيّين الموحد قبل ذلك التاريخ بنحو أسبوع اقتراح القيادي والنائب في البرلمان، منجي الرحوي، مرشَحا للانتخابات الرَئاسية صلب الجبهة الشعبية. وقد أعلن 9 نواب من الجبهة الشعبية الاستقالة من الكتلة قبل أن يلتحق بهم رئيسها أحمد الصديق، كما أعلن حزب الوطد ورابطة اليسار العمالي عن استقالتهم من الجبهة، وبذلك فقدت كتلة الجبهة الشعبية وجودها صلب البرلمان.