منذ فراره خارج تونس شهر ديسمبر الماضي، اقتصر تواصل رجل الأعمال والسياسي المثير للجدل سليم الرياحي مع التونسيين على مجرد تدوينات يتيمة عادة ما تثير سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فتجده مرّة يشبّه محنته بمحنة الأنبياء والرسل وتارة يؤكد أنه منشغل برص الصفوف والتشاور مع سياسيين لتكوين تحالفات، وطورا يتحدث عن انقلابات، ليختتم الرياحي شطحاته وخيالاته الخصبة بالحديث عن محاولة “تسميم” رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي. وقال الرياحي إن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي قد تخطى المضاعفات الصحية التي جدت إثر ما وصفها ب”حالة التسمم التي تعرض لها مؤخرا”. وأضاف الرياحي، في تدوينة عبر صفحته على “فيسبوك” أن الباجي قائد السبسي عاد ليتابع ويسأل حول عمل مؤسسات الدولة وديمومتها وإستمرار استقرارها، معبرا عن أمله في شفائه بشكل عاجل وعودة سريعة لممارسة نشاطه ومهامه الوطنية بصفة عادية وفي أقرب وقت، باعتباره “الضامن اليوم لحسن تطبيق الدستور ومقاومة كل محاولات الانقلاب عليه وعلى الديمقراطية في غياب المحكمة الدستورية”، وفق تعبيره. ونوه الرياحي بما أسماها “كياسة عدد من رجالات الدولة الذين كانوا في حجم المسؤولية وعلى درجة عالية من الحكمة والانضباط خلال الساعات الماضية وعلى رأسهم وزير الدفاع ورئيس مجلس النواب والأمين العام لاتحاد الشغل”. ويرى مراقبون أن سليم الرياحي والذي فقد جميع أوراقه السياسية وفقد مصداقيته لدى الرأي العام كما فقد أمانته العامة من نداء تونس، مازال يرقص رقصات الديك المذبوح عبر التفنّن في استنتاج المؤامرات واتهام هذا وذاك، دون أدنى مسؤولية ودون تقديم أدلة تُثبت اتّهاماته، ما يجعله في العادة محللّ سخرية مواقع التواصل الاجتماعي الذين يصفون تدوينته بالتهريج. وكان الرياحي رفع قضيّة على رئيس الحكومة وعدد من المسؤولين بتهمة التخطيط للقيام بانقلاب على رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، ثمّ رفض المثول أمام القضاء العسكري وتقديم الأدلّة. وسيواجه سليم الرياجي حال عودته أرض الوطن 50 قضية تتعلق بالاستيلاء على أموال النادي الإفريقي والتحيل والتخطيط لتوريط الفريق وإبرام عقود وهمية وإصدار صكوك دون رصيد لخمسة لاعبين، إلى جانب قضايا أخرى عديدة متعلقة بالإفريقي. ولم يعد الرياحي إلى تونس منذ شهر ديسمبر الماضي، حيث يتنقل بين عدة عواصم بينها أبو ظبي وباريس ولندن. وقد صرح لأكثر من وسيلة إعلامية أنه لم يهرب وإنما يقوم بقضاء عطلة مع عائلته بمقرّ إقامته بلندن بعد 18 شهرا من تحجير السفر عليه، على حدّ قوله.