نشرت مجلة جون أفريك في نسختيها الورقية و الإلكترونية حوارا مطولا مع رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وجاء ذلك تحت عنوان Rached Ghannouchi : « Les Tunisiens doivent reprendre confiance en eux » وفي سؤاله عن مدى تأثير صحة رئيس الجمهورية على الانتخابات، أكد راشد الغنوشي أنّ ” الدستور يحمي تونس وكان واضحا في جميع الحالات حتى لا يكون هناك شغور في السلطة”. وفي ردّه عمّا إذا كانت الدولة فشلت في القضاء على الإرهاب، أكد الغنوشي أنّه تمّ التحكّم بشكل كبير في ظاهرة الإرهاب ، قائلا “المحاولات الأخيرة ليست سوى محاولات يائسة و معزولة، الهدف منها تعطيل المسار الديمقراطي والتشويش على الانتخابات، ورغم كل ذلك فالديمقراطية قائمة في تونس وستتوج بانتخابات ستجرى في مواعيدها الدستورية”. وثمّن الغنوشي الثّورة التونسية قائلا ” وحدها ثورتنا تمكنت من الصمود في العالم العربي وبقيت على المسار الصحيح منذ 2011.. مازلنا في مرحلة انتقالية، وسنسعى إلى ترسيخ مقومات الدولة العادلة، بتعزيز قيمة العمل ودعم المبادرات الشبابية الخاصة وسنقدم في حركة النهضة برنامجا اقتصاديا يأخذ بعين الإعتبار كل هذه النقاط وترسيخ ثقافة العمل” . وفي سؤاله عن مدى ارتهان تونس للدول وللمؤسسات باعتبارها تعتمد كثيرا على المنح ، قال زعيم حركة النهضة ” تونس دولة ذات سيادة وعلينا التمييز بين التدخل والعلاقات الاقتصادية، تونس دولة مستقلة وسيادتها خط أحمر”. و عمّا إذا كان نعي الرئيس السابق لمصر محمد مرسي يؤكد علاقة النهضة بالاخوان ، قال الغنوشي ” هذا سوء فهم، فقد نعينا الشهيد شكري بلعيد و هو زعيم ماركسي و كذلك الشهيد محمد البراهمي القومي ،فلماذا يكون محمد مرسي استثناء ؟ وذكّر بأن الحبيب بورقيبة طالب العفو على السيد قطب الذي اعدم في النهاية، قائلا “عندما يتعلق الأمر بالموت فستنتفي كل الحساسيات الحزبية و الإيديولوجية”. وحول شعبية حركة النهضة في استطلاعات الرأي، لفت الغنوشي إلى أنّ قطاع استطلاع الرأي مازال غير منظم و تحوم حوله العديد من الشبهات، قائلا ” أرقامنا الخاصة تؤكد أن النهضة مازالت تحظى بثقة جزء كبير من التونسيين”. وعن حظوظ حركة النهضة في الانتخابات التشريعية، أردف الغنوشي قائلا ” لا يمكن للحزب الأول في البلاد إلا أن يكون في موقع الريادة وصدارة المشهد” . وحول المخاوف من العزوف الشعبي، أكّد الغنوشي أنّ تسجيل أكثر من مليون ناخب جديد يدل على وجود إرادة شعبية في المشاركة في الإنتخابات. وحول ما إذا كانت التعديلات الأخيرة تكرّس الإقصاء، قال الغنوشي ” هذا ليس إقصاء، بل تحصين للديمقراطية وتكريس للتكافؤ في الفرص بين المشاركين، فإذا منعنا الخلط بين السياسة والدين عبر استغلال المساجد، فيجب اعتماد نفس الآليات في علاقة بتوظيف الإعلام والعمل الجمعياتي الخيري لأغراض انتخابية وسياسية “. وعن زيارته الأخيرة لباريس، قال زعيم حركة النهضة ” من الطبيعي أن تقوم حركة النهضة بهذه الزيارات باعتبارها الحزب الأول في تونس ومن الضروري أن تسهم في بناء علاقات فعالة مع الدول الشريكة، حيث قمنا بزيارة الصين بدعوة من الحزب الشيوعي الصيني ،و كذلك الهند و ألمانيا و بريطانيا و ماليزيا و الولاياتالمتحدة و إيطاليا. وحول ما إذا كان للنهضة مرشح للانتخابات الرئاسية، قال الغنوشي ” نعم، لكننا لم نقرر بعد ما إذا كنا سندفع بمرشح من داخل الحركة، أم سندعم شخصية توافقية من خارج الحزب” . وفي سؤاله عن علاقة النهضة بحركة تحيا تونس وإن كانت شريكا في الحكم ام خصمًا، قال زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي ” نحن شركاء في حكومة ائتلافية، ونتيجة الانتخابات القادمة ستقرر مصير هذا التحالف، فلا يمكن لحزب في تونس أن يحكم بمفرده و بالتالي فالتوافق سيتواصل في تونس”.