حظيت الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها في تونس باهتمام دولي وعربي واسع، لا سيمَا بعد نجاحها في اجتياز المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية والتي جرت في أجواء ديمقراطية نزيهة، واستعدادها لتنظيم الانتخابات التشريعية. وأشاد إعلاميون عرب بهذه التجربة الفريدة من نوعها عربيا، آملين أن تحظى بلدانهم بنفس الانتقال الذي حظيت به تونس. وقد قارن الصحفي الجزائري المقيم بألمانيا رشدي شياحي بين الانتخابات في تونسوالجزائر، متهماً سياسيي الجزائر ببيع “الهراء”. وعلق ناشط سوداني: “مناظرات انتخابات نزيهة وديمقراطية كما يجب.. نتمنى السودان يصل إلى ما وصلت إليه تونس.” وأظهر رواد مواقع التواصل الاجتماعي من المصريين اهتماما واسعا بالانتخابات التونسية. وكتب الإعلامي معتز مطر ساخرا: “الإخوة المصريين وانتم قاعدين تتابعوا انتخابات تونس المبكرة بعد 10 سنوات من ثورتهم العظيمة وتلاقي 25 مرشح بيتنافسوا على كسب ود شعب تونس ومقدمين برامج انتخابية وانت بتعضّ أصابع الندم على حال بلدك، أحب أعرّفك أن كل الي تونس فيه ده بسبب أن جيشها طلع خاين ومبيخفش عليها زي جيش مصر”. وذلك في إشارة ساخرة إلى حياد الجيش التونسي عن الشأن السياسي، وتلميحا إلى من يشيدون بانقلابات العسكر. وأشاد مقدم برنامج الاتجاه المعاكس على قناة الجزيرة فيصل القاسم بالانتخابات التونسية الرئاسية الديمقراطية والنزيهة على طريقته المازحة. وطالب بسحب عضوية تونس من جامعة الدول العربية، مستغرباً التداول السلمي للسلطة في هذا البلد العربي. وكتب فيصل القاسم في تغريدات على صفحته بتويتر قائلا : ” أقترح طرد تونس من الجامعة العربية فوراً… لقد خرجت عن العمل العربي المشترك وضربت بالمبادئ العربية الأصيلة عرض الحائط. وهذا لا يجوز مطلقاً. كيف تُجري انتخابات رئاسية ولا نعرف اسم الرئيس الناجح قبل سنتين؟ كيف تُجري انتخابات بعيداً عن عيون كلاب الأمن والمخابرات؟.” وفي تدوينة أخرى، توجه فيصل القاسم مازحا، إلى المترشح للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها في تونس، قيس سعيّد، واستغرب فوزه فقط بحوالي 20 % من الأصوات، والحال أن الرئيس السوري السابق حافظ الأسد كان قد فاز ب117 % من الأصوات. وعلق القاسم ساخرا “هذا خروج كامل على التقاليد العربية الأصيلة.. مش معقول هالكلام.. كفاكم عبثاً بتقاليدنا يا توانسة”. وتجدر الإشارة إلى أن بعثة مراقبي الاتحاد الأوروبي في تونس أشادت بالانتخابات التونسية، مؤكدة أنّ الدور الأول من الانتخابات الرئاسية المبكرة كان “شفافا”. وصرح فابيو كاستالدو رئيس بعثة المراقبين ونائب رئيس البرلمان الأوروبي أن الاقتراع “شكل مرحلة إضافية في بناء الديمقراطية التونسية التي تتكرس كنموذج في المنطقة”.