حققت المدارس الإسلامية إنجازا غير مسبوق بعدما احتلت صدارة أفضل المؤسسات التعليمية في بريطانيا، بينما يواجه هذا النوع من المدارس تضييقات كبيرة واتهامات بالإرهاب في دول عربية. وصنعت المدارس الإسلامية في بريطانيا الحدث باحتلالها صدارة ترتيب أفضل المدارس على مستوى المملكة المتحدة في تصنيف صادر عن وزارة التعليم والذي بيّن احتكار المدارس الإسلامية للمراكز الثلاثة الأولى، في حين حلت ثماني مدارس إسلامية ضمن قائمة أحسن عشرين مدرسة على مستوى البلاد. وتصدرت مدرسة التوحيد الإسلامية بمدينة بلاكبيرن التصنيف الحكومي متبوعة بمدرسة عدن للفتيان بمدينة برمنغهام، ثم جاءت مدرسة عدن للبنات بمدينة كوفنتري ثالثة، إضافة لخمس مؤسسات تعليمية إسلامية كانت أسماؤها حاضرة ضمن قائمة العشرين الأفضل. وتعتمد وزارة التعليم -حسب ما هو مبين بموقعها الرسمي- على العديد من المعايير، منها مستوى الطلبة بالمواد العلمية كالرياضيات والفيزياء والعلوم والإنجليزية، إضافة لمعدلات نهاية السنة، ومستوى تطور نقاط الطلبة بين الفصول الدراسية، ونسبة المتخرجين من المدرسة وسهولة حصولهم على وظيفة أو الاستمرار في التعليم العالي. وفي المقابل، تواجه المدارس القرآنية في الدول العربية تضييقات كبيرة وتوضع عنها قيود مكبّلة لعملها حيث قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن دولة الإمارات تراقب نشاط المسلمين وتضيق عليهم، في حين تتسامح إلى حد كبير مع أصحاب الديانات الأخرى بالبلاد. وأكّدت الصحيفة أنّ فتح مدرسة إسلامية أو تنظيم محاضرة أو جمع تبرعات أو توزيع كتب في المساجد لا يتم إلا بالحصول على ترخيص حكومي، كما يحظر القانون على أئمة المساجد الوعظ وتعليم الدروس الدينية خارج المساجد. وفي 2018، عرفت الجزائر جدلا واسعا بعدما انطلقت الدولة في إجراءات اعتبرها البعض تضييقية ضدّ حوالي 300 مدرسة تحفيظ القرآن، بعد أن باتت المدارس القرآنية ضمن خيارات الأسرة الجزائرية لتربية أبنائها على القيم الدينية والوطنية.