أعلنت وزير الصحة بالنيابة سنية بن الشيخ، عن الانطلاق في الدراسات المتعلّقة بإحداث المستشفى الجامعي الجديد متعدّد الاختصاصات بولاية باجة خلال سنة 2020 بمبلغ يقدّر ب 4,75 مليون دينار، حسب بلاغ للوزارة. وبينت بن الشيخ، خلال زيارة ميدانية أدتها أمس الأربعاء إلى المستشفى الجهوي بولاية باجة، أنّ البرنامج الفني والوظيفي للمستشفى الجديد جاهز حاليّا، مشيرة إلى أن الهدف المنشود يتمثل في تحسين الخدمات الصحية وتقريبها من مواطني الجهة. كما تعهّدت سنية بن الشيخ خلال زيارتها مركز التوليد وطب الرضيع بباجة بتركيز جهاز “سكانار” جديد من أحدث طراز قبل موفى شهر ديسمبر الجاري. قرارات جاءت بعد الحادث الأليم بمنطقة عمدون والذي راح ضحيته 29 شابا في وقت عجزت فيه مستشفيات الجهة عن اسعاف الجرحى في غياب عديد الآلات في المستشفى الجهوي بباجة. ولكن يبقى التساؤل حول الفترة التي سينتظرها المستشفى الجامعي بباجة حتى ينطلق في العمل خاصة وأنّ إقراره كان ردّة فعل عن “كارثة عمدون”. وسبق هذا القرار عدّة قرارات وإجراءات مماثلة للقصرين وسيدي بوزيدوالقيروانوقابس وقفصة ومدنين ولكن دون أن ترى هذه القرارات النور وبقيت حبرا على ورق. سكّان قابس والجهات المتاخمة لها ينتظرون منذ سنين في هذا المشروع الحلم وسط وعود لا تنتهي ودراسات لا تكاد تكتمل حتى تعطّلها قرارات أخرى، فقد أعلنت وزارة الصحة في 2016 عن موافقتها على بناء المستشفى الجامعي الجديد بقابس على الأرض التي اقترحتها النيابة الخصوصية وطالبت السلطات الجهوية بموافاتها بكل الوثائق للشروع في الدراسات منذ جانفي 2017. ولكن المشروع لم يتقدّم قيد أنملة، فقد نظمت مكونات المجتمع المدني بقابس في منتصف أكتوبر الفارط بمشاركة اتحاد الصناعة والتجارة والاتحاد الجهوي للشغل بقابس وقفة احتجاجية أمام مقر ولاية قابس طالبوا خلالها بالنظر في موضوع إنشاء مستشفى جامعي بقابس والتعجيل بانطلاق الأشغال. وعبر المحتجون عن امتعاضهم مما وصفوها ب”سياسة المماطلة والوعود الواهية”، خاصة أن الجهة في حاجة ماسة لهذا المكسب الصحي الذي ما زال حلما أمام صمت السلطة، على حد تعبيرهم. الأمر في قابس لا يختلف عن سيدي بوزيد، فقد أقرّت الحكومة في أوت 2018 رسميا إحداث مستشفى جامعي بمدينة سيدي بوزيد بقيمة 230 مليون دينار بدعم من الوكالة الفرنسية للتنمية وذلك تجسيما لمواقف تم اتخاذها سابقا في هذا الخصوص. وعادت الحكومة في 6 أوت الفارط وقررت الانطلاق في إنجاز المستشفى الجامعي بسيدي بوزيد، في إطار تنفيذ المشروع الممول من طرف الوكالة الفرنسية للتنمية. آخر التصريحات بهذا الشأن، كانت لوالي سيدي بوزيد محمد صدقي بوعون الذي أكّد أنّ أشغال بناء المستشفى الجامعي ستنطلق في مارس 2022 لتمتد على 30 شهرا. القيروان بدورها تعرف الإشكال ذاته، فقد تمّ إقرار منذ سنوات عديد إحداث مستشفى جامعي بها ولكن إلى الآن بقي الأمر كما فالمشروع سيتم تمويله عن طريق هبة سعودية ب85 مليون دولار فقد أعلن رئيس الصندوق السعودي للتنمية، يوسف ابراهيم البسام في جويلية 2017 إن الصندوق خصّص اعتمادات تقدّر ب85 مليون دولار لبناء المستشفى الجامعي بالقيروان، مؤكدا أن أشغال إحداث المستشفى ستنطلق الاسبوع المقبل. وبعد سنتين وفي بداية صيف هذا العام، أشرفت وزيرة الصحة بالنيابة سنية بن الشيخ عن جلسة عمل انعقدت بوزارة الصحة لبحث سبل تسريع انطلاق إنجاز مشروع المستشفى الجامعي الجديد بالقيروان. ويواصل المجتمع المدني بالقيروان بذل الجهود ضمن حملة “وينو الصبيطار؟” لحث الحكومة على التسريع في إنجاز المستشفى الجامعي الذي تعطل لأكثر من عامين لعدة أسباب لعل أبرزها عدم تسوية الملف العقاري للمنطقة التي سيشيد عليها المستشفى. وعلى شاكلة هذه المشارع، فقد تعطّل تحويل المستشفيات الجهوية في القصرين ومدنين وقفصة إلى مستشفيات جامعية وذلك بسبب تسويف سلطة الإشراف حيث بقيت هذه الجهات في حاجّة ماسّة لمؤسسات صحيّة تكفي سكانها من التحوّل إلى صفاقس أو العاصمة او الساحل من أجل التداوي.