بعد مرور شهر فقط عن تولي قيس سعيّد رئاسة الجمهورية كشفت استطلاعات للرأي أجرتها مؤسسة “سيغما كونساي” التي يديرها حسن الزرقوني، بالتعاون مع جريدة المغرب أنّ الرئيس قيس سعيد قد خسر 10 نقاط من ثقة التونسيين خلال شهر واحد. وخسر قيس سعيد منسوب ثقة التونسيين من 78.3 % إلى 68% خلال شهر واحد. وصاحب هذا التراجع في الثقة في رئيس الجمهورية تأثّر نظرة التونسي للشأن السياسي في ظلّ تباطؤ تشكيل الحكومة والأزمة السياسية التي عرفها البرلمان، حيث أظهرت أرقام “سيغما” أنّ التشاؤم عاد بقوة بين التونسيين خلال شهر ديسمبر بعد أن ارتفعت النسبة إلى رقم قياسي 61.5 بالمائة منذ شهر بالضبط. ويعتبر حوالي ثلاثة ارباع التونسيين أي 72.4 % أن البلاد تسير في الطريق الخطأ وأربعة أخماسهم أي 80.4% غير راضين على الطريقة التي تسير بها الأمور في تونس. وأثارت إحصائيات شركة “سيغما كونساي” والتي تناقلتها وسائل الإعلام بعنوان يكاد يكون مكرّرا بين الجميع بالحديث عن منسوب عال للتشاؤم لدى التونسيين، جدلا واسعا حيث اتهم كثيرون الشركة بمحاولة تضليل الرأي العام ومحاولة إفشاء مناخ تشاؤمي لزعزعة ثقة التونسيين بالطبقة السياسية الحالية رغم انطلاق عملها منذ شهرين فقط. وأظهر البارومتر السياسي لمؤسسة سيغما كونساي، تقلص ثقة التونسيين في حركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي مقابل ارتفاع منسوب الثقة في ائتلاف الكرامة والتيار الديمقراطي رغم أن الأحزاب الثلاثة تخوض مشاورات جدية لتشكيل حكومة ذات طابع ثوري. ويرى مراقبون ان الشركة تسعى وبصفة غير مباشرة إلى وضع فيصل بين حركة النهضة والأحزاب الثورية في محاولة لعرقلة مشاورات تشكيل الحكومة وحصر حركة النهضة في الزاوية، فيما تحدث آخرون عن محاولات هذه الشركات تضليل الرأي العام عبر نشر أرقام متناقضة لا تستند على منطق، فالتونسيون حسب البارومتر متشائمون لوضع البلاد حيث ارتفعت نسبة غير الراضين على الطريقة التي تسير بها الأمور في البلاد إلى %80.4، في المقابل يثقون برئيس الجمهورية قيس سعيد حيث تناهز نسية الرضى عليه 70 بالمائة، وهو ما يكشف تناقضا حقيقيّا. وكان رئيس الجمهورية، قيس سعيد شدّد في خطابه أمس في ذكرى الثورة في سيدي بوزيد، على أنه سيحقق مطالب وإرادة الشعب كاملة رغم "مناورات المناورين والمؤامرات التي تحاك في الظلام"، وفق تعبيره. وتابع سعيّد، بأن “من يريد أن يعبث بالشعب التونسي فهو واهم”. وأشار رئيس الجمهورية إلى وجود مؤامرة سيتصدى لها الشعب، حسب قوله. وتابع سعيّد مخاطبا الحاضرين: "أنتم تعرفونهم بالاسم وتعرفون من يقف وراءهم في الظلام"، حسب قوله. وانتقد نشطاء البارومتر التي نشرته المؤسسة بالتعاون مع صحيفة المغرب، وكتب عبد الماجد بن رمضان “سبر آراء غير مفهوم وغير معقول النسبة المائوية غير معروفة من ماذا إذا كان الأربعون بالمائة غير راضين فإن الراضين ستون بالمائة واذا كانت النسبة من المستجوبين فان مجموع النسب أكتر من المائة بالمائة. وكتب منذر وهو أحد المدونين: “للذين يصدقون أرقام الزرقوني.. والذين هللوا وابتهجوا بهذه الأرقام.. والذين لم يفهموا ويريدون أن يفهموا.. هذه الأرقام وفي هذا التوقيت بالذات الغاية منها النفخ في صورة التيار وحركة الشعب.. وإظهارهم بمظهر المحاور القوي والشرس والرافض للمشاركة في حكومة النهضة.. والذين زادت شعبيتهم بسبب هذه القرارات.. كل ذلك من أجل مزيد التعنت والرفض وفسح المجال لتحالف النهضة مع قلب تونس وفتح باب الحكومة لقلب تونس المرفوض من الأغلبية.. يعني خدمة ليست لوجه الله بل من أجل أجندة معروفة.. وعلى الجميع التفطن لها”. ويشكّك كثيرون في نتائج سبر الآراء التي تتغير نتائجها بحسب تموقع مدير المؤسسة حسن الزرقوني، الذي دخل مبكرا حرب التكهنات وتقييم الاداء الحكومي رغم أن الحكومة لم تبدأ عملها وبعد شهر من العمل البرلماني. ويعيب متابعون للشأن العام في تونس على هذه الشركات نشرها لأرقام تُرفّع بها أسهم أطراف وتخفّض أسهم آخرين، دون الاستناد إلى معايير علميّة وضوابط قانونية، ما جعل الكثيرون يطالبون بتقنين عملية سبر الآراء وإخضاعها لنصّ تشريعي ينظّمها ويحدّ من عشوائيّتها.